" لكلِّ حقيقةٍ ملف، ولكلِّ ملفٍ لون، و كلُّ لونٍ يحملُ معنى في الحياة "
*******
العديد من الأشياء المختلفة و المتناقضة تعم هذه الحياة حيث يجد الإنسان نفسه دون سابق إنذار، هل كنت تعلم أين كنت قبل ان تولد؟..هل تملك ذاكرة كتلك تفوق حدود الميتافيزيقا لتجيبك؟..في هذه اللحظة بالضبظ لم يكن هيثم منشغلا بكشف الستار عن ذاكرة لا يملكها البشر و لا أحد يدري عنها شيئا..كل ما كان يتمناه أن تنتهي مشاهد ذلك الأسبوع اللعين الذي مُحيت قسرا من ذاكرته..
-" توقفي هناء" همس بصوت مترجي و قد خانته الدموع في حين إمتدت قبضته لتمسك بذراعها.
إستدارت ببطء لتنعكس ملامحها في حدقات عيناه، شعرها الأشقر الذي يهزه ريح البحر و عيناها البندقيتان، ثم بشرتها القمحية الناعمة ..
-" لم؟" كلمة واحدة حملت معها كما من الأسئلة التي لا يدري حجمها غادرت حنجرته بنبرة منكسرة و متعبة ..أفلتت ذراعها من قبضته ثم رمقته بنظرة لم يستطع فهمها أو حتى نسبها لها قائلة:" لأنه لن نستطيع العيش بإسم الحب سيد هيثم "
النبرة التي كسرت قلبه كانت قوية و كافية لجعله ينزل قبضته من على ذراعها صائحا بإستهزاء :" لأنني عاطل..خريج و أعمل لذا بائع مجوهرات، و لأن الآنسة الجميلة لن ترضى بالعيش معي" رفع يده مشيرا لها في نهاية كلامه ثم إبتعد عنها خطوتان للخلف قائلا: " تزوجيه..هذا لا يهمني، لكن تأكدي دائما أنك لا تستحقين أن ينكسر شخص من أجلك "
أخذ بالتراجع في الخطى و عيناه متبتتنان على وجهها الجامد حين وقفت متسمرة في مكانها تنظر إليه..
صياح طيور النورس فوق رأسه و ريح الغروب العذبة و كأنها تتكفل برسم لوحة مثيرة بعنوان "نهاية يوم و قصة" لم يكونا كفيلان بإزاحة تلك الغصة التي تكونت في حنجرته كأنها جمرة ملتهبة تأبى الإنطفاء..
قادته قدماه للخروج من ذلك الشاطى حيث إنكسر قلبه لأشلاء و ضاعت كلها بين حبات رماله.. لم يكن يعي إلى أين هو ذاهب، لقد ترك القرار لقدماه علَّها تجد له حلا مما حلَّ به..
كيف يمكنك القول أنك حي و أنت لم تتألم يوما؟ سؤال واحد ظل يردده في ثنايا ذماغه عله يخفف من ألمه..لقد كان يؤمن بهذا أشد إيمانا، فالذي قال أنا أفكر إذن أنا موجود ،لم يعرف المعنى الحقيقي للوجود..الشيئ الوحيد الذي يمكن أن ييرهن وجودك هو شعروك..و بالضبظ شعور الألم الفضيع بالنسبة لهيثم في ذلك الوقت..
-" إبتعد..إبتعد عني..النجدة..!"
تلك الصرخة الصغيرة التي تزامنت مع طلب النجدة جعلت هيثم ينتفظ من بركة أفكاره الكارثية..دائما ما تصل به الدرجة لذم كل فكرة جالت ذماغه وقت غضبه حتى لو كانت مسلما بها..
ركد بلا وعي منه ناحية مصدر الصوت الرقيق الذي يشق عنان الفضاء، وكون الشمس بدأت في إسدال ستار أشعتها تاركة ذلك الجزء من الكوكب مُظلما ريتما تعود فقد نسج عقله عدة قصص لما تتعرض له الفتاة ، ولم يكن عديم أخلاق وهوية لكي يتجاهله ببساطة..
أنت تقرأ
شظايا الرصاص( مكتملة)
Random" وتحزن وكأنه أول كسر لك! وأنت الذي لم يعد فيكَ شيئ مُلتئم،" واسيني الأعرج ******************* عندما تجدُ نفسكَ وحيدًا في مكانٍ غريب عندما تَنعدم ذراتُ الأوكجسين من حولك مهددة بإنهائك، ويتربع الحزن...