_Chapter 3:_
_أصابة في الرأس_أوغل المفتاح في قفله ودوَّره في مكانه محاولاً فتح القفل، زفر بتأمل حين رفض القفل أن يُفتح في يده فعانده محركاً إياه بعنف.
"ناولني"
لف عينيه فقط لمن مد يده إليه مطالباً بتجربة فسلمه المفتاح دون أي كلمة، تقدم الرجل الأربعيني بدوره ليفتح له باب منزله كونه غير معتاد على هذا النوع من الأقفال المحكمة، الظلام يكاد ينزل ستاره بالفعل وليلة جديدة تكاد تبدأ في هذه المدينة، الثلوج هطلت منذ أيام مغطية الشوارع وسقف كل شيء مستوي بطبقة سجاد بيضاء.
"تفضل"
دعاه ماساتو للدخول فرفع اوسامي صوته سائلاً "بالمناسبة لمَ أنتُما هنا؟"
"لأتفقد حال تلميذي المجد"
"لأرى المنزل الجديد"
أندفعت ناتسومي خلف ماساتو متقدمين على صاحبه بالدخول، ذُهِل كلاهما للمنزل حديث الطراز وأنيق الأثاث، الصالة فقط بحجم شقته السابقة، جدرانها مطلية بلون البيج يناسب الكنبات الحمراء وكل شيء فيها يعتلي بوقفته.
"يا غيو، أنتَ متأكد من العنوان؟"
"اوسامي المتشرد يشتري بيتاً فاخراً كهذا؟!"
"تحياتي، المتشرد يود لو تغادرا ليحظى ببعض الراحة بعد يوم شاق وطويل"
قال كلماته وهو يغلق الباب لتأكده أنهما لن يتركاه وشأنه، فرك ماساتو ذقنه الملتحي محدقاً بأعجاب بتلك الثرية العالية التي تتوسط السقف "ألن تقوم بتظيفِنا؟"
"لا أملك سوى الماء"
"لا بأس به"
دنت ناتسومي زميلها "أين ناويا؟"
"لا أعلم، ربما في غرفته"
تجول ماساتو في الصالة منبهراً حتى وقعت عينه على ذلك الجسد المرتمي أرضاً بجانب الحائط فجثى من فوره يتفحص رأس الفتى ونادى بتنبيه "غيو!"
سبقت ناتسومي المُنادى بأبتلاع الصدمة وتحركت فوراً مُخرِجة هاتفها بذعر "سأتصل بالأسعاف!"
فتلقت رداً منبهاً من ماساتو "لا تفعلي، أخذه الى المشفى بسيارة من هنا أسرع من قدوم سيارة الأسعاف ثم عودتها لهناك"فأندفعت نحو باب الخروج لتوقف سيارة أجرة، دفع ماساتو يمناه أسفل كتفي ناويا المغمى عليه وضغط بأخراه حيث منبع بقعة الدماء، النزيف متوقف، ليس هناك الكثير من الدماء لذا غالباً هو بخير، لا يبدو أنه فقد الوعي من خسارة الدماء كذلك.
دفع ماساتو خصلات شعره المصبوغة بالدم اليابس عن جبهته وصاح بحدة هذه المرة "غيو!"
أرتجف قوام اوسامي وظل مذعوراً منطبق الشفتين ولم يرحمهُ ماساتو "ما بكَ أنتَ خائف أهذه أول مرة ترى فيها الدماء!"
ذلك السؤال الصارم هز قوامه وأربكه في جوابه "لـ-لا، أنا-"
"إذاً أسرع وساعدني في حمله قبل أن يصاب بشلل أو موت دماغي بسبب أرتباكك!"
نادت ناتسومي في هذه اللحظة "أوقفتُ سيارة أجرة!"
حدقت بظهر اوسامي وهو يهرول لحيث ناويا، شعرت بقليل من الأسف تجاهه تعلم أنه رزين وليس ضعيفاً هكذا كما تعلم أن عزة ناويا عليه هي أربكته، هي ليست جراحة مثله لتتصرف بسرعة وتحل المشكلة بأسرع وقت ممكن وبأفضل طريقة متاحة، لذا ليس عليها الأستعجال في أتخاذ القرارات في مهنتها.
أنت تقرأ
Life in Gray || حياة بلون رمادي
General Fictionشيئاً بعد الآخر، شقيقتي، صحتي، حبي، رغبتي بالحياة... بعدها صديقتي الواحدة الوحيدة، وظيفتي، قدرتي على القيام بأي فعل آخر، خسرتُ شيئاً بعد الآخر حتى بتُ فارغاً. لكني لم أشكو من فقدان أيٍ من تلك الأمور، ذلك لأني حصلتُ على كل ما كنتُ دوماً بحاجة إليه، ا...