أجل لم تقومي بِشَيْءٍ خاطئ هذه المرّة كيندال ، هذه المرّة بالذات لا أحد يستطيع لومكِ كما حدث معكِ في السابق ، فقد تلقيتي اللوم دائماً و كأنّكِ ولدّتِّ خطّاءة و هم وُلِدوا من رحمِ الملائكة .

طلبوا منّي التعريف بِنفسي و قمتُ بذلك ، لِتبدأ لجنة التأديب أسئلتها التي كنتُ قد توقعتها و حضّرتُ أجوبتها قبلاً ، لأَنِّي أعلم بأنّهم رأوا كلّ شيء فوق سطحِ المبنى و لا داعي لأُنكر بل أجيبهم بما رأيته صائباً من وجهةِ نظري .

" إذاً آنسة بروكس ، عَلَيْكِ أن تشرحي لنا سبب مجيئك يوم ليلة عيد الميلاد إلى هنا " سأل المدير و نبرته لا تُبشّرُ بالخير أبداً ، لِأجيب بنبرة واثقة لازمت صوتي طوال الجلسة .

" كان هنالك عدّة أمور لم أستطع إنهائها و بما أن عائلتي ليست هنا قررتُ بأن أفعلها بما أَنِّي لا أملكُ شيئاً لِفعله " إجابتي قد لا تبدو مقنعة لكن ثقتي قد وصلتهم ؛ لأَنِّي لم أكذب و لن أكذب ، سأُخبرهم بكل شيء و إن طلبوا حتّى أدقّ التفاصيل سأحكيها كلّها لهم .

" لما ذهبتِ لتتفقّدي غرفة الطابق الثاني في الجناح الأول ؟ " سأل هذه المرّة الطبيبُ الآخر ، لِآخذَ نفساً عميقاً و أنظر مباشرةً له ،لِأُجيب " كما تعلم كنتُ طبيبة المريض إلياس ، و أنتَ تعلمُ أيضاً بكونه مختلف عن الجميع و ذكائه يُرهق الكل ، لذا أردتُّ فقط رؤيته من بعيد و التأكد بأنه بخير " .

" لكن الباب كان مُغلق و لم يكن هنالك حارسان ، لذا لمَ فتحتِ الغرفة دون وجودهما ؟ كيف ستتصرفين لو ثار المرضى و حاولوا الخروج ؟ ألم تُفكري بِالعواقب حتى قبل دخولك للبحثِ عنه ؟ " سؤاله المنفعل جعلني أتشتت و بصعوبة حاولتُ التفكير بشيء يقلبُ الوضع لِصالحي .

" أجل وجدّتُّ الباب خالياً من الحراسة ، لكن شعرتُ بالغرابة و قمتُ بذلك لِأتأكد ، فالباب نغلقه بثلاث دورات لكن الباب لم يُغلق سوى لِمرّة لذا أردتُّ معرفة هل نسوا الحراس فعل الدورة الثالثة أم أن هنالك شيءٌ آخر ، و توقعي كان في محلّه ، و لأنّي لم أرد إعطاء بلاغٍ كاذب دخلتُ بعدما أغلقتُ الباب خلفي ، و فوراً ما إن لم أجده خرجت للبحث ... فعلتُ ذلك و أنا أُدركُ الخطرَ الذي سيلحقني " و قبل أن أُكمل جوابي ، سألني المدير مستعجلاً فقد كنتُ على وشك إخبارهم به .

"و حتّى بعد تَأَكُّدِك من هروبه لما ذهبتي و فتّشتي في الملفات و أنتِ تعلمين بأنه يمنع ذلك دون أخذِ إذنٍ ممن هم أعلى منكِ ؟ " ما إن انتهى أجبته بإكمال ما قلته سابقاً " و حتى بعدما تأكدت ، ما زال هنالك احتمال بكونه نُقل إلى غرفة مفردة ، لذا حتّى أدرء أيّةَ شبهه ، فتحتُ ملفه و تأكدتُّ حينها أنه لم يُنقل " .

" و لما لم تُخبري الأمن بِـهروب أحد المرضى ؟ " حان دور مسؤول الأمن لِيسألني ، و الطبيب ألين أعطاني تعبيراً لا يبعثُ على الراحة ، لكنّي لن أخشى هذه المرة قول أي شيء و إن كان يعني ذلك طردي بعد ذلك .

وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن