{ هُم أخبروني أَنِّي لا أستحقُ العيش ، لكنّك أخبرتني ما هو مؤلمٌ أكثر ؛ بِألّا أكون هناك حيثُ أنت }
{ لم أعلم ما هي الوحدة حتى دخلت لِحياتي و اختفيت دون تركِ أثر }
{ بالرغم كونها مشاعر إِلَّا أنّها إمّا تقضي علينا أو تحيينا }
{ مهما دقّ قلبي لك فأنت غير قادر على سماعه ، و هذا لوحده يكسرني }
_____الفصل الواحد و العشرون بعنوان
[ أُشفي جراحاً و لا تُشفى جراحي ]توقفت عن القراءة عندما انتبهت أَنِّي قد تعدّيتُ منزلي بكثير ، لِأرجع للخلف و أخفي المُفكرة بِحقيبتي ، و ما إن دخلت و سلمتُ على والدتي و تأكدتُّ بكونها عادت لطبيعتها ، صعدتُ السلالم نحو غرفتي ، و دون أن أُبدّل ثيابي و قبل فعل أيّ شيء بدأت بالعودة للقراءة .
[ " إنّ اللجنة التأديبية تُريدكِ حالاً "
هذه الجملة لم تُفزعني أو تُقلقني ؛ لأَنِّي توقعتُ ذلك و حاولتُ التفكير بِحلٍ يُخرجني إن استدعوني ، لكن ما أخافه أن يمنعوني من المجيء للعمل لمده طويلة ، و هكذا لن أُحسِّنَ الأمور و لو قليلاً .
رسمتُ ابتسامة خفيفة و أومأتُ له قبل أن أسير بجانبه و أتوجه نحو قاعة اللجنة ، فالتأخير لن يكون في صالحي ، و قد رأيتُ التعجب على تعابير جون ؛ حيثُ أنه لم يتوقع هدوئي المبالغ هذا ... بالطبع لن أدعه يشعر بالقليل من النصر .
عندما وصلنا وجدّتُّ الطبيب ألين ينتظرني ، و القلق بادٍ عليه ، لِيتبادر في ذهني تساؤل أعلم بأنه غبي لكنه جعلني أرى السيد ألين بمنظورٍ مُختلف .
ألهذه الدرجة أنتَ قلقٌ عليّ ألين ؟
تمنيتُ أن أقولها لها و إن أجابني بنبرته الرجولية فَحينها لن أستطيع منع نفسي بالتفكير به ، لهذا تجنّبتُ قول ذلك له ، سواءً الآن أو لاحقاً .
اقتربتُ منه عندما محوتُ ابتسامتي ، فقط نظراتي و نظراته من تحدّثا ، لِينطق ألين محاولاً أن يُطمئنني " لا تخافي كيندال ، أخبريهم وجهة نظرك و سأساندك " .
الابتسامة التي أخفيتُها عادت حانية و لطيفة ، لم أكن أنظر لِنفسي ! لكن ملامحُ السيد ألين هي من صوّرت لي ابتسامتي ، و كأنّي أخبرته عبرها بأنّي أثقُ به و اعتمدُ عليه ، لذا لم يتردد بأن يُعبّر بِـالابتسامة ذاتها .
دخلنا الى القاعة و جلستُ في منتصفها على مقعدٍ أبيض اللون ، و كان أمامي أربع : طبيبان - أحدهما السيد ألين - ، مدير المشفى و مسؤولٌ آخر ، محاولةً تمالك نفسي و ألّا أجعل القلق ظاهراً على محياي ، فَـ لم أقم بِشَيْءٍ خاطئ !
أنت تقرأ
وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسية
Mystery / Thriller-أحياناً... قد تكون الأخطاء التي تؤذينا و تؤذي غيرنا ليس لكوننا لم نتكلم، بل لأننا لم نصمت في الوقت الذي يجب أن نسمع فيه نبضات قلوبنا عوضاً عن صدى كلماتنا. -لذا أرجوك يا من تَسْمَعُنِي، لا تحكُم عليَّ من عِنْواني، فقد ضِقتُ ذرعاً بِحُكمِ البشرِ على...