{ الأكثرُ إيلاماً أن تتجاهل كل تلك الأحاسيس لِتُميتها ، لكنها تبقى و نموتُ نحن }
{ رِسلاً على بابٍ طرقته ، فخطواتي أقربُ إلى أن توصف بِميّتة}
{ لا تمنعني أنْ أُمسكَ بِيدك ، فأنت ذلك الضوء القَمَرِيّ الذي رسمته الغيوم }
{ كَحُلمٍ بلا ربيع و حياةٍ بلا شتاء ، ذلك النقص ملئتهُ أنت }
_____الفصل التاسع عشر بعنوان
[ سَيّدْ و قطّة ][ في ذلك الممر الذي قابلته آخر مرة ، ذلك الممر الذي لا يُضيئه سوى ضوءٌ في النهاية ، الظُلمة التي كسحته قد كسحت قلبي كلّه ، مع أن ذلك الضوء يُخبرني أن نهاية كل نفقٍ نور ، إِلَّا أنّ الأفكار السيئة كلها تداركتني ، مُخبرةً أنه من المستحيل أن يوجد ذلك النور .
لذلك ركضت في ذلك الممر فقد أرى ذلك النور حقاً ، لِأهمس بيني و بين جدرانه لَعلّها تنطق و تُخبرني بِمكانه " إلياس ! أين أنت ؟ " ]
أثناء إنهماكِ في القراءة صدع صوتُ جرس الحصّة الأولى ، لذا أغلقتُ المُفكرة مع أن الفضول يقتلني ، مع أن القلق و الحماس يُقطّعني ؛ لكن لا أريد توبيخات في بداية الْيَوْم ، لهذا جريتُ بسرعة و بالكاد وصلتُ قبل دخول المعلم بثوانٍ .
و هكذا بقيتُ طوال الحصص أُوشك على فقدان عقلي من شدّة التفكير ، فَـ هل وجدته ؟ هل استطاعت انقاذه ؟ و لما انقلب هكذا فجأة ؟ لما غيّر رأيه خلال الشهرين و النصف الذي لم أعرف ماذا حدث بِهِم بسبب الأوراق الممزقة ؟
تلك الأسئلة بقيت تدور و تعيد تدوير نفسها كثيراً لِدرجة انعزلت عن العالم و لم أُعطي تركيزي لأحد ؛ حتى سارا التي حاولت لَفت انتباهي و لم أعلم حتى انتهت الحصة و بدأت فترة إستراحة الغداء .
" تبدين و كأنكِ في عالمٍ مغاير ! ما الذي يُشغل بالكِ لهذه الدرجة ؟ " قطعت سارا الصمت الذي بيننا و نَحْنُ في طريقنا لِمطعم المدرسة ، لِأتنهد قبل أن أُجيب بِـ " إنها المُفكرة " .
" منذُ أن وجدتي المُفكرة لم أستطع خلق حديث مُتكامل معكِ ! هل حقاً أنتِ بخير ؟ أم أن المُفكرة مسحورة تجعل من يقرأها مُدمناً عليها ؟ " علّقت سارا و أنهت جُملتها بنبرة ساخرة ، و قد كنتُ على وشك تصديق ذلك ، كَأَنَّ كيندال وضعت سحراً حتى أُكملها للنهايه و أفكر بها طوال الوقت ، و أتقطع عندما أجدُ صفحة ممُزقة !
" هذا غريب ها ؟ لقد جعلتني أنسى حلّ فرض المُعلّم مايكل " عندما تحدثتُ في البداية لم أكن في وعيّ حتى تسلل لي مُنبهُ عقلي المُتأخر بكوني أهملتُ الفرض الذي أمرنا به ذلك المعلم المجنون .
و هكذا بدلاً من تناول غدائي أو حتّى قراءة المُفكرة ، اضطررت لِأداء الواجب لِكَي أَسْلَمْ من فلسفته الغبية ، و حاولتُ الضغط على نفسي و بمساعدة سارا أيضاً للِانتهاء قبل نهاية فترة الغداء ، و بعد محاولات كثيرة خرجتُ في النهاية بِرسمة تُعبّر عن الجمال في مَفْهُومِه المُعَقَّدِ ذاك !
أنت تقرأ
وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسية
Mystery / Thriller-أحياناً... قد تكون الأخطاء التي تؤذينا و تؤذي غيرنا ليس لكوننا لم نتكلم، بل لأننا لم نصمت في الوقت الذي يجب أن نسمع فيه نبضات قلوبنا عوضاً عن صدى كلماتنا. -لذا أرجوك يا من تَسْمَعُنِي، لا تحكُم عليَّ من عِنْواني، فقد ضِقتُ ذرعاً بِحُكمِ البشرِ على...