_Chapter 2:
_أربع سنوات
"سيد اوسامي الى أين نحنُ ذاهبان؟"
"للمرة الخامسة الى الروضة"
"ولكن لماذا؟!"
صمت الآخر ثم قال بتذكير "المربية"
في صباح اليوم الذي تلى من سبقه، تزينه برودة الجو اللطيفة بهوائه المنعش وشمسه المختبأة خلف الغيوم، تلامس نسماته العابرة هيئة الرجل أو بالأحرى الشاب ذو العقد العشريني من عمره لكن قامته الطويلة وبنيته الضخمة يبينان خلاف ذلك، ويزيدهما شعره الرمادي وملامح وجهه المتعبة التي خلفتها سنواته المُرهِقة التي عاشها دليلاً على ذلك فيبدو أكثر بكثير من سنه الفعلية.
ألتفت لناويا المرتبك الممسك بيده بأحكام، قلَّب صورة صغيره برماديتيه فبدى نادماً شاكاً بما يخطط لفعله، ألتفت إليه ناويا وتلاقت عيناه الزرقاء الغريبة كون إحداهما أغمق لوناً من الأخرى بخاصته فقوّى أمساكه ليده الصغيرة التي تحتضنها يده.
وصلا الى الروضة التي سبق وحدث اوسامي رئيستها وأتفقا على كل شيء، ترك اوسامي صغيره ممسكاً بيد إحدى المربيات فيها، جلس على ركبتيه وقال محدثاً إياه بهدوء.
"أحسن التصرف في غيابي صغيري، أتفقنا"
ليس تهديداً ولا حتى تنبيهاً، بل مجرد كلامات توديعية قالها ليهدئه ويطمأن قلبه الصغير، يعلم أن فراقه صعب عليه فهو البالغ الوحيد الذي يعرفه ويعده أباً له.
لم يرفع ناويا رأسه عن الأرض، أومأ به لأعلى وأسفل بخفوت "إممم..."
أبتسم اوسامي بتفهم ووضع يده على رأسه الصغير "ناويا، هل تخاف أن أتركك هنا ولا أعود لأخذك مجدداً؟"
بهذه الجملة ضرب وتراً حساساً فأدخل الرهبة الى ذلك القلب الصغير باعثاً الأمر لعيونه بالإدماع، فترك يد المربية ورمى نفسه في حضن اوسامي مُحيطاً رقبته بذراعيه القصيرتين.
"سيد اوسامي أرجوك لا تتركني هنا وترحل!"
بادله اوسامي العناق وربت بلطف على ظهره "سأعود لأجله"
"تعدني؟"
"أعدك"
"سيد اوسامي إذا خلفتَ بوعدكَ ستسقط أسنانكَ في اليوم التالي"
فصل الفتى رأسه عن الرجل وهدده فأبتسم الآخر وفرك رأسه "أجل أعلم، أعدكَ مجدداً أني سأعود لآخذك بعد ساعات"
أبتعد ناويا عن اوسامي راضياً أخيراً وودعه مراقباً إياه وهو يرحل، عندما ذهب أمسكت المربية يده وأبتسمت له بلطف وأدخلته الى غرفة الأطفال ثم صفقت لتشد أنتباه الجميع.
أنت تقرأ
Life in Gray || حياة بلون رمادي
General Fictionشيئاً بعد الآخر، شقيقتي، صحتي، حبي، رغبتي بالحياة... بعدها صديقتي الواحدة الوحيدة، وظيفتي، قدرتي على القيام بأي فعل آخر، خسرتُ شيئاً بعد الآخر حتى بتُ فارغاً. لكني لم أشكو من فقدان أيٍ من تلك الأمور، ذلك لأني حصلتُ على كل ما كنتُ دوماً بحاجة إليه، ا...