-
حمدان زفر بضيق وهو يحاول يمسك أعصابه، عيونه كانت تثور غضبًا، أشر لها بيده بطريقة مليانة تهديد، وصوته كان صارم وهو يقول: أقسم بالله لو ما تشوفين حل للي صار، بيصير شي ما يعجبك!
ولايف بلعت ريقها وهي تحاول تسيطر على الخوف اللي تسلل لقلبها، هزت رأسها بالموافقة بصمت وهي تداري دموعها.
بس من ورا الباب، مهره كانت تسمع كل كلمة، قلبها يعتصر بالألم، وحطت يدها على فمها تمنع شهقة قوية كادت تفضح وجودها. دموعها تنزل بلا توقف وهي تهرب لغرفتها، خطواتها كانت ثقيلة، كل اللي تفكر فيه نظرة أهلها لها الحين، وانكسار حلمها اللي كانت تحسبه ملكها.
-
غرام كانت واقفة بزاوية المجلس، تسمع الأصوات العالية اللي ماليه البيت، قلبها مليان توتر وهي تقول بنبرة مضطربة: رح شوف وش قاعد يصير!
عبدالعزيز رفع كوب الشاهي بهدوء يشربه وكأنه ما يسمعها، بعد ما خلص ناظرها وقال ببرود: خلاص، مالي علاقة
غرام ضيقت عيونها وهي تبعد بخطوات سريعة، قبل ما تسأله بقلق: موجود للحين؟
عبدالعزيز رفع حاجبه بنظرة استغراب: ما أدري... ليش؟
زفرت غرام بضيق، ورفعت جلالها وهي تلبسه بعجلة: بروح أشوف وش فيها ولايف
بس قبل ما تلمس يدها الباب، عبدالعزيز قام من مكانه فجأة، صوته كان حاد وهو يقول: لا يا غرام... ما تطلعين.
غرام التفتت له، عيونها مليانة استغراب: وش فيك؟ ليش تمنعني؟
عبدالعزيز قرب منها، عيونه كانت ثابته عليها، وصوته جاد ؛ إذا دخلتِ الحين، وش بتسوين
بتسألينها شصار لك ؟؟ اكيد مرح تجاوبك
اختي وأعرفها
غرام مسكت يد عبدالعزيز بسرعة، نظرتها كانت مليانة رجاء، صوتها كان هادي لكنه واضح: طيب... رح أنت، تراك أخوها!
عبدالعزيز تنفس بعمق، كأنه يحاول يمسك أعصابه، وبعد لحظة رفع راسه وناظرها بنظرة تعبتها الأحداث، وابتسامته الجانبية طلعت معه وهو يقول: والله، عشانك... ولا ما فكرت.
غرام حست بالراحة تغمرها فجأة، ابتسمت وهي تسحب كوب الشاهي من يده بحركة سريعة، وتطالع الجرح اللي على صدره. صوتها كان ناعم وهي تسأله: تبيني أعقمه؟
عبدالعزيز ضحك بخفة، صوته هادي وهو يمسك يدها اللي كانت على صدره: ما أقول لا.
لحظة، كانت كأنها أطول من اللازم. نظراتهم تلاقت، وكأن الوقت توقف للحظة بينهم، قبل ما غرام تسحب يدها بخجل وهي تبتعد بخطوات سريعة باتجاه المطبخ: طيب، خلي الجرح عليّ
عبدالعزيز اكتفى بابتسامة صغيرة، وعينه تلاحقها وهي تختفي عن أنظاره
بهاج فتح باب الغرفة، وهي ركضت لداخل بسرعة، قلبها ينبض بقوة. قبل أن تغلق الباب وراءها، ابتسمت له
بخفة وقالت: طيب، وصلتني. خلاص شكراً، الحين تقدر تروح لغرفتك.
ضحك بهاج بخفة وهو يسكر الباب وراه، عيونه ترمي نظرة جانبية صوبها، صوته
كان مليء بالتحدي وهو يقول: ليش؟ وانتي مو زوجتي؟
أمال شدّت نفسها، حواجبها اتجمعوا بشدة، نبرتها صارت أكثر جدية وهي تجيبه: بوهاج غرفتك جنبي، روح لها. وبعدين، أنا مو زوجتك، أنا خطيبتك، وخلنا نأجل هالأمور لوقتها!
بهاج قفل المسافة بينها وبين الباب، كان يقترب منها بحركات بطيئة، وعيناه تتوهج بخفة، حاول يخوفها بمزاحه: طيب، يصير خير.
أمال سحبت يده من على كتفها ودفعتها برقة نحو الباب، وهي تقول بجدية: يلا يلا! روح، خلنا نرتاح شوي!
بهاج رفع يديه باستسلام، ابتسامة جانبية على وجهه وهو يردد: خلاص، مثل ما أنتي تبين
،طلع من الغرفة، وهي سكرّت الباب وراه بهدوء، قلبها ينبض بشدة وهي تبتسم بخجل. تذكرت كيف أول ما طاحت في البحر، كان هو أول من قفز وراها، مثل المجنون
، بدون تفكير. حتى اللحظة كانت عيونها تلمع من
أمال أخذت نفس عميق قبل ما تفتح جوالها. تزايدت المكالمات الواردة من أهلها،
وكان واضح إنهم قلقين. ضغطت على زر الاتصال ورفعت السماعة، ابتسمت بارتياح وهي تتصل على أختها الريم
-
غايه لبست عبايتها بسرعة، ويدها ماسكة القدور حق أمها، كانت ناوية ترجّعها البيت. فتحت باب الحوش بخطوات سريعة، متجهة لباب الخروج. تركت الأغراض تحت على الأرض، ورفعت طرحتها بخفة وهي تطالع الطريق قدامها، يديها ترتجف شوية من ثقل الصحون رغم إنها حاولت تخفي رجفتها
من فوق السطوح، كان مصعب مولع سجارته، عيونه معلقة بغايه وكأنها لا تفارقه لحظة. كان يراقب كل حركة تصنعها، كل خطوة وكل التفاتة. كان يحس بشيء غريب في قلبه، شعور مشوش بين الوله والفضول عن الشخصيه الي طلعت قدامه ذاك اليوم
فتح جواله بسرعة، وهو يصورها كل ماشتاق لوجهها يفتح الجوال ويشوفها .ماكان شايف وجهها بالكامل، فقط تفاصيل جسدها وطريقة مشيها. بس كان مرة، همس وهو ياخذ نفس بصوت بالكاد ينسمع : اصدق ابو نوره يوم قال. " أنا قصدي من الود نظره اعرف بها مخرجي "
اي والله ماكذب
غايه اقتربت من المراية اللي جنب الباب، وعدلت طرحتها بسرعة وكأنها تحاول إخفاء شيء في نفسها. جاهله تمامًا أن مصعب كان يراقبها، غطت وجهها بحركة غير متعمدة، وتحملت الأغراض في يديها مرة ثانية، طالعة من البيت. وهي في طريقها، شعرت بشيء غريب في صدرها، كأنها كانت تتهرب من شيء بس ماكانت تدري من وش
مصعب، من فوق السطح، تنهد بعمق وهو يراقبها تبتعد، قلبه كان مليان بحيرة، كل ما كان يحس أنه يقترب منها أكثر، كلما زادت المسافة بينهما.ولايف تمسكت بأطراف السرير، عيونها مليانة دموع، وحاولت بكل قوتها تخفي البكاء، لكنها ما قدرت. كانت تحاول تتخطى كل شيء، حتى لو كان مطر، لكن قلبها كان يثقل من الداخل. لو كان غير رعد، كانت وافقت عليه، لكن اختها، ضميرها كان يلتهمها، وكل ما حاولت تهرب من الأفكار، تذكرت ما فعلته، وتوقفت للحظة، ما كانت تدري وش الصح أو الغلط.
فجأة، وقفت وهي تطلع متجهه لغرفة اختها سمعت صوت بكاء. قلبها صار ينبض بسرعة، ويدها انحطت على قلبها، كأنها تدعي أن ما صار شيء. فتحت الباب ببطء، وخافت تدخل، لكن لما سمعت الصوت بوضوح، جرت بسرعة لغرفة اختها.
دخلت، توقفت للحظة، ولما شافت مهره، قلبها انقبض، وعينيها فاضت بالدموع. سكرت الباب وراها، وركضت بسرعة لتجلس جنبها، تحاول تهدئتها. :بنت! ليه تبكين؟!
مهره تنفست بقهر، عيونها مليانة غيظ، وقالت بحدة: إنتِ إيش؟ مافهم، أنا وش دخلني؟
ولايف كانت تحاول تهدي نفسها، وتكتم البكاء اللي كان يعصر قلبها. شافت اختها تبكي، وعرفت إنها عرفت الموضوع : والله ما كان قصدي شي... كنتِ تمدحين رعد، وقلتِ إنك تبينه، وأنا بس كنت أقول... والله مو نيتي شي ثاني!
مهره قامت فجأة ، وصفت ولايف على وجهها. كف كان قاسي، مو بوعيها، والدموع في عيونها جمدت. : أنا إذا مدحت شخص، مو شرط إني أبيه! قالت وهي تضحك بقهر من بين دموعها
ولايف وقفت، هزت رأسها بقوة، دموعها تتساقط. :طيب... هذا الي فهمته
مهره حضنتها بقوة، والدموع كانت في عيونها، لكن الكلمات كانت حارقة. :ولايف... أنا ما أبيه. ما أبيه!
كان كل الكلام مو طالع من قلبها تحاول
ولايف هزت رأسها بالنفي، عيونها مليانة غضب وتعب، وما كانت تقدر تقاوم هذا الشعور اللي يضغط على قلبها. رفعت يدها
وهي تحلف بصوت مرتجف: والله لا! ،كان صوتها مليان إصرار، لكن كانت عارفة إنها مو قادرة تخفي الألم اللي في قلبها
مهره كانت واقفة قدامها، عيونها مليانة تحدي، لكنها كانت تحاول تكتم دموعها. رصت يدها على يد ولايف بقوة، وكأنها تفرض عليها كلامها: طيب قولي لا لأبوي، مابيه!
ولايف تنفست بعمق، قلبها كان يخفق بسرعة، وكأنها تحاول تسيطر على كل شيء يدور داخلها. كان كلام مهره يألمها، بس هي كانت عارفة إنها ما تقدر تكمل في هذا الطريق : مو كذا السالفة! قالتها وهي ترفع صوتها، الدمعة
كانت على حافة عيونها :هو ان لو أي أحد تقدم لي بعد بوافق عليه. أبي مطر ينقهر، أبيه يعرف إن الدنيا ما تدور حوله، وإنها توقف عليه.
صوتها كان مليان إصرار، بس في نفس الوقت كان فيه كسر كبير في داخلها، كانها تحاول تحارب نفسها قبل ما تحارب أي أحد.،،
مهره وقفت قدامها، عيونها مليانة حيرة، بس كانت عارفه إن أختها كانت في مكان: فاهمه عليك
أنت تقرأ
ياغايتي ومطلبي واصدق شعور
General Fictionالكاتبه جمان /🇸🇦 رابع كتاباتي ، الروايه تجمع بين الخيال وواقع نعيشه