= عند بهاج =
-
بهاج ابتسم أول ما شافها تطلع من البيت، اتجه يركض بسرعة وهو يشيل شنطتها. عيونه كانت تراقبها وهي تمشي، لكن ملامحه تغيرت لما لمح فتحة الفستان اللي كانت واضحة تحت العباية. رفع نظره بسرعة وهو يشيل شنطتها :عبايتك! سكّريها
أمال رفعت حاجبها بابتسامة خفيفة وهي تعدل عبايتها : الحين كذا تمام؟
بهاج هز راسه بدون ما يعلق، وتوجه للسيارة يحط الأغراض. بعد ما خلص، التفت لها وهو يلبس نظارته الشمسية عشان الشمس قوية: شفيك؟ ما جيتي؟
أمال ناظرت فيه بنظرة هادية، ما تكلمت، لكن كانت واضحة إنها تبيه هو يجي ويوديها للسيارة. بهاج فهمها على طول وابتسم، وهو يهز راسه (يا الله على هالحركات)
قرب منها بخطوات واثقة، وكان ناوي يشيلها بالفعل، لكنه لمح رجال يمشون قريب وتذكر فستانها. سحب يدينها بهدوء وهو يمسك يدينها ، وقال بصوت هادي : يلا بالهداوه
بعد ماركبت اتجه للجهه الثانيه وهو يركب جنبها ويلبس الحزام وهو يلتفت لها بخفه : مابغيتي
أمال ابتسمت بخفة وقالت بنفس الطريقة اللي علمتها أختها فيها: بوهاج.
بهاج ضحك بصوت منخفض وهو يحط يده على فكها بلطافة: يا زين الاسم يا ناس.
أمال احمر وجهها بخجل ودفعت يده برفق: خلاص استحي!
بهاج تراجع وهو مبتسم بحب، وفتح جواله يناظرها بطرف عينه: أسمعك يا قلبي.
أمال بتردد، كأنها تفكر قبل ما تنطق: يعني... لو هناك... ما لبست عباية، عادي؟
بهاج فجأة وقف السيارة على جنب، التفت لها بنظرة جادة مليانة غضب:أنا ولد أبوي! تعقبين.
أمال خافت من نبرته وتكتفت، تتجنب عيونه اللي كانت تلمع بحدة: خلاص... بعدين نتفاهم.
بهاج هز راسه يمين ويسار وهو يقول بحزم: لا بعدين ولا الحين. والله أغار من ظلك، كيف لو كذا؟
أمال عيونها دمعت من القهر، وبكت وهي تقول بصوت مهزوز: لا تصارخ طيب!
بهاج أخذ نفس عميق، يحاول يسيطر على أعصابه، ومسك يدينها بلطف وهو يحاول يوضح: جكيت طويل، ما ينفصخ. مكياج خفيف، لا فاهمه؟
أمال نظرت فيه بنظرة حزينة، لكنها فجأة ابتسمت بلطافة وقربت منه، طبعت قبلة صغيرة على خده، وهمست لأول مرة: أحبك.
بهاج توقف للحظة وكأنه ما صدق، التفت لها وهو يحك أذنه كأنه مو متأكد من كل شي : ها؟ وش تقولين؟~
غايه دخلت الغرفة وهي تمشي بخطوات سريعة، وبيدها الشاحن اللي كان يطقطق كأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة، صرخت بعصبية: وش سويت فيه؟ خربت الشاحن؟!
مطر كان مستلقي على السرير، ماسك جواله بكل برود، لكن لما طاحت عليه الشاحن، طار من مكانه وهو يمسك كتفه بوجع واضح : الله ياخذس، كتفي انكسر! حمارة انتي؟!"
غايه وقفت عند طرف السرير، رفعت حاجبها ويدها على خصرها بنبرة كلها تحدي: لعد تاخذ شي من أغراضي بدون ما تستأذن، تفهم؟
مطر وقف في وجهها وكأنه يبي يثبت إنه ما راح يخضع: أغراضك أغراضي، وش بتسوين !
تنفست غايه بقهر، وحست إن عروقها تطق، لكن فجأة وهي تدور بعينها عن شي آخر تضغط عليه قالت : بعدين تعال، ليش ولايف ما عاد تتكلم عنك؟
مطر رفع جواله وكأنه يتجاهل كلامها، صوته جاي من ورا الجوال: يعني هي تسولف عني؟ وش عرفس؟
غايه تقاطعت يدينها، وناظرت فيه نظرة كلها ثقة: إيه، كانت تسولف عنك، بس فجأة ما صار لها حس.
مطر نزل جواله شوي وهو يراقبها بنصف اهتمام، ثم رجع واسترخى كأنه الموضوع ما يهمه: طيب، عادي، وش تبين يعني؟
غايه قرّبت منه خطوة، ملامحها صارت كلها خبث، نبرتها هادية لكن فيها حدة : إيه، بس حسيت فيه شي غلط، لأنها جت تمدح واحد جديد، تقول إنه عاجبها
مطر فجأة جلس، عيونه تغيرت، وبرغم إنه يحاول يخفي إحساسه، إلا إنه الغيرة واضحة على صوته: تعقبين! وش قلتي؟
غايه ارتبكت شوي لما شافت ملامحه تغيرت وصار جدي بشكل غير متوقع، تراجعت خطوة وهي تضحك بخوف: أمزح! شفيك؟ غرت ولا كيف؟
مطر عصب، رمى عليها المخدة بكل قوته: قسم بالله لو ما تطلعين من غرفتي بذبحس، لا تجين تلعبين معي!
غايه ما قدرت تمسك ضحكتها، انفجرت وهي تطلع من الغرفة تركض، قلبها يرفرف فرح لأنها نجحت في قهره، وخلته يغلي بس عشان شاحنها. رجعت توقف وهي تضحك بصوت عالي، لكنها ما قدرت تقاوم إنها توقف عند الباب وتطل عليه وهي تتعمد تستفزه أكثر: على فكرة، ترى ما تمدحك كثر ماتمدح هذاك اللي عاجبها
مطر رفع المخدة الثانية وهو يصيح بغضب: اطلعي براااا، قسم بالله لا أجي وتندمين !
ضحكت غايه بكل قوة وهربت للممر، تسمع صوت خطواته الثقيلة وهو يقوم من السرير، كأنه قرر يلحقها فعلاً. وقفت في آخر الممر، وهي تصرخ من بعيد : عيب عليك تضرب بنت!
= عند نايف الساعه 10:30 مساء =
-
نايف خرج من البيت بخطوات ثقيلة، وجهه متجهم والضيقة واضحة على ملامحه. مسك جواله بيده بعد ما وصلت رسالة من مديره : (بيتم نقلك لقسم الرياض. نحتاجك تبدأ قريب)
قرأ الرسالة مرتين، وقلبه صار ثقيل. كان دايم يحاول ينقلونه مكان ثاني، يهرب من أجواء الأهل والعزايم والحوسة اللي تطحنه كل يوم. بس الحين، فكرة إنه يبتعد ما عاد تريحه، تحس كأنها حفرة تكبر داخله.
ركب سيارته بدون ما يحدد وجهة واضحة، يدور بين الشوارع كأنه يحاول يهرب من نفسه. مر على حي يعرفه زين وقف قدام بيت يعكس مشاعره كلها
فتح جواله، وبدون تردد، جاب رقمها بطريقته.
-
الريم كانت بالمطبخ، مشغولة بين مكونات الكيك. رفعت كرتون الخليط تقرأ التعليمات بصوت منخفض: ضيفي ثلاث بيضات... ملعقتين زيت... عضت شفايفها بحيرة وهي تهمس :شسوي بالله؟ كيف أوزن هالكمية؟
رن جوالها فجأة، الصوت كان مستمر ومزعج. نظرت للشاشة باستغراب، الرقم غريب، أكيد غلطان ردت بنبرة عصبية : ألو؟
ما جاءها رد. كررت وهي ترفع صوتها: ألو! تسمعني؟
كانت بتقفل الخط بس فجأة وصلها صوت مألوف، هادي لكن انفاسه كانت واضحة، كأنه متردد. نايف: أنا برا.
رفعت حاجبها باستغراب : برا؟ برا وين؟
نايف صوته صار أمر أكثر: اطلعي برا، ولا أدخل.
الريم انفجرت ضحك، وهي تقول باستهزاء ماكانت عارفه المتصل : ماني فاضية لك، يالله سلام ،، وسكرت الخط في وجهه بكل برود
-
نايف وقف قدام البيت يناظر بابه بحنق. تمتم بصوت واضح: تقفلين بوجهي؟ تبينها تحدي؟ طيب.
شد ثوبه وربطه على خصره بحركة حازمة، وكأنه داخل معركة. توجه لكيبل الكهرباء المثبت جنب البيت، مسك فيه بكل ثقة، وصار يرقى بمهارة. خطواته كانت سريعة وثابتة، كأنه مدرّب على هالشي.
لما وصل سطح البيت، نظر حوله، وكأن الموقف صار لعبة بالنسبة له. قرب من فتحة السطح بحذر ونزل بمرونة. كانت الأضواء الخافتة في الداخل تعطي جو غريب، لكنه ما اهتم. توجه للباب الداخلي، وحرك مقبضه.
ابتسم ابتسامة جانبية لما انفتح الباب بسهولة. (هذا أسهل من اللي توقعته.)
داخل البيت، الريم طلعت من المطبخ وهي ماسكة وعاء صغير، تتجه للدَرَج. كانت تفكر بالكيك اللي ما تعرف كيف تضبطها، ولا لاحظت حركة غير طبيعية في المكان.
نايف وقف في الزاوية، عيونه تراقبها بهدوء مثل شبح في الظلام. لما شافها تصعد الدرج، لحقها بخطوات خفيفة، يراقب كل حركة.
الريم دخلت غرفتها وأغلقت الباب، لكن ما حسّت إن في أحد وراها
أنت تقرأ
ياغايتي ومطلبي واصدق شعور
General Fictionالكاتبه جمان /🇸🇦 رابع كتاباتي ، الروايه تجمع بين الخيال وواقع نعيشه