اقتباس

21K 1K 165
                                    

-هاشم ، عشان خاطر حُبنا متقفلش ، أنا رغد حبيبتك ومراتك وحتة من قلبك زي ما كُنت دائمًا تقول..

ثم هبطت بالأرض وهي تمسح الحائط بظهرها ، وأكملت باكية :

-طمني عليك الأول ، قلبي حاسس فيك حاجـة بس مش عارفة هي ايه ! أنت كويس مش كده ، ولا مش كويس عشان بعيد عني !! وانا زيك بالظبط بموت كل دقيقة الف مرة .. أنا مش قادرة أعدي الساعات من غير ما استناك فيها !! بس يا ترى هتيجي أمتى ؟!

تكرر صدى تعب الرصاصة التي ضُربت بكتفـه وهو يعتصر جفونه من شدة وهج القلب الذي سمع احتراقه بموطن الجرح .. لم يصلها من صوته إلا آهات تحترق مثلها تمامًا ، تبللت أناملها بماء لعابها وهي تكمل شكواها منه إليه:

-كل حاجة وحشة من غيرك يا حبيبي.. هاشم بلاش تعمل في قلبي كده أنا ماليش غيرك .. صوتك وحشني ، اسم رغود منك وحشني.. حضنك واهتمامك ولهفتك عليا وحشوني؛ كل ده راح فين .. انا عمري ما هبطل استناك حتى ولو مش جاي يا هاشم !!

حرائق كلماتها اشتعلت بصدره وهو يستمع للمزيد منها كأنه أراد أن يروي قلبه منها ، فأتبعت :

-تعالى ننسى الماضي وننسى كل حاجة ونرجع ، أنا مخترتش أهلي زي ما أنت كمان مخترتش أهلك .. أهلك اللي لو عرفوا بحقيقة جوازنا هيقتلونا ، مش هو ده السر اللي أنت مخبيه عليا ..

ثم احتنضت جوفها الذي يحمل مضغة حبهم الكبير :
-تعالى نهرب ونسيبلهم حياتهم الظالمة دي ، ونعيش أنا وأنت في أي مكان ، المهم أنك تكون معايا، هاشم انت اختياري الوحيد في الدنيا كلها متخذلنيش.. تعالى وأنا والله مش هعاتبك ، أقولك موافقة جوازنا يبقى في السر العمر كله بس متحرمنيش منك ..انا بموت بالبطيء يا هاشم ..

ثم ضمت ساقيها إلى صدرها وأكملت :
-هاشم متعملش في رغد حبيبتك كده ، زي ما أنا خبيت أنت كمان خبيت ، أنت التمن شغلك وأنا التمن حياتي .. والله ما تغلى عليك ؛ بس تعالى أموت حضنك مش عايزة أموت وحضنك واحشني ... رد عليا هتفضل ساكت كتير ؟

رفس كمن يركل كُرة الحنين بقدمه وهو يشتعل شوقًا وشوكًا لرغد قلبه وهناه ليقول :

-أحنا الاتنين غلطنا يا رغد ، وبندفع التمـن ده .. معنديش حاجة أقولها غير أن ورقة طلاقك هتوصلك في أقرب وقت ..

من هذا الذي يتكلم !! أ هل هاشم القيادي رجل الجيش أم هاشم أليف روحها وحبيب عمرها !! من يكون ذلك القاسي الذي قدم لها شهادة وفاتها بسكين بارد وهي ما زالت  حية ترزق بحبه !! لم ينتظر ردها بل أنهى المكالمة على الفور حتى لو يسمح لقلبه أن يسمع اعترافها بوجود طفل برحمها ما ذنبـه !! ما ذنبه أن يُعاقب بنفس عقابهم .. قفل جفونه وانكمشت ملامحه قابضة على جمر الحزن الذي يقلع حبيبة فؤاده من روحه .. أما عنها فانفجرت حد الانهيار العصبي كالبركان الذي لا يمكن أن يخمده أحد .

ويبقى التساؤل هنا :
"ما الخطأ في أن يتعلق الغريق بلوح خشب أو عود أو قشة لتنقذه من الغرق !!  ما الجُرم في إشعاله لفتيـل من اللهب كي يُنير الدرب بعينيه فيحرقه !! ما الجريمة في سعى المرء ليحيا بعد ما قتلتـه الحيـاة فيُمت وهو يحاول!! ما الكارثة في حبي لك !! ما سينقصه العالم أن تركك لي لآخر عمري  "

••••••••••••••

تعب عيني والصداع مخليني مش قادرة اركز في ولا حاجة ولا ابص فالفون اكتر م دقيقة 🥹🥹والفصل لسه فيه تفاصيل كتير 🥹🥹بعتذر عنه النهاردة ووقت ما يخلص  هنزله على طول .. بالله مش عاوزة اكروت الفصول 🥹🥹

أسطورة آصرة العزايـزة "الجزئين " ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن