إنْ كانَ قَلبُكَ مُتعبًا مِن غَمِّهِ
فافتَح كِتابَ اللهِ واقرَأ بَعضَهُ
تجِدْ الفُؤادَ وقدْ خَلا مِنْ هَمِّهِ
وسَمـا وطَهَّرَ بالسَّكِينَـةِ نَبضَهُ.تحرك بخطوات متعجلة ناحية المسجد ها قد عادّ لعادتها المحببة لقلبه «اداء فريضة الفجر في وقتها» الشوارع مزينة بانوار خافتة معلقة في عواميد الإنارة القليل ممن يسيرون في هذا الوقت ناحية ذلك المسجد وقد فاز من إستيقظ من ثباته في ذلك الوقت.
سرت رجفة بسيطة في جسده أثر نسمات الهواء العليلة، كان ملتحف بثياب سوداء يعلوها معطف شتوي ثقيل وهناك شال من الصوف يلتف هول رقبتها أعلى غطاء رأسه المتصل بالمعطف ويديه داخل جيوبه يشعر وكأن البرد قد بدأ التسلسل لعظامه.
وها هو قد وصل «للمسجد» وعند بداية صعوده درجات السلم وجد إمام المسجد يصعد مقابلًا له في خطوات متعجلة بينما الإمام نظر له بجانب عينه:
"بعد الصلاة ليك قعدة محترمة عشان غيابك طال يا وجدي"إبتسم أدهم على حديثه ثم جاوبه ببسمة متسعة:
"وأنا عايز القعدة المحترمة دي يا إمام"بعد أداء صلاة الفجر ورحيل الجميع، كان يجلس أدهم على جنب وهو يسبح على يده بهدوء وقد قاطع خلوته جلوس «إمام» كما يحب أن يناديه والذي تشدق بنبرة محملة بالإهتمام:
"لعل المانع كان خير، إحكيلي"زفر الأخر أنفاسه ثم نظر للسقف المزخرف بكلمات إسلامية ثم تشدق بعد صمت:
"مش عارف، أو يمكن مش عايز أصدق اللي دماعي وصلتله، مبقتش أصلي زي الأول بقيت مهمل في العبادات في المجمل، بقيت أفكر في حاجات كنت خلاص قررت أنساها وعرفت إن مليش نصيب فيها أنا بقيت بستثقل أي عبادة وتعبت وزهقت، الموضوع متعب أكتر مما تتخيل"رفع الأخر أنظاره له بأعين متفحصة لذا نطق بنبرة هادئة رغم قلقه المبطن:
"طيب وأنتَ عارف إيه مشكلتك"هز الأخر رأسه بنفي:
"مش عارف والله يا إمام بس في شيخ قلي دي أعراض عمل والحاجات دي""وليه ميكونش كلامه صح، أنتَ مش مقتنع بالسحر ولا إيه"
هز أدهم رأسه بنفي قاطع:
"لا طبعًا أنا بأمن بوجود الكلام دا كله أكيد، بس الموضوع وما فيه إن مفيش حد بيكرهني للدرجة دي عشان يعمل كدا بس أنا مش فاهم مالي"صمت الإثنان وكأن الأحاديث قد خلت من أفواههما لذا وضع أدهم رأسه على فخذ إمامهم وبدأ الأخر يرتل بعض الآيات من القرأن الكريم بصوته العطر وقد كان صوته قريب من صوت الشيخ «أحمد نعينع» بشكل مُذهل.
وبعد وقت تحدث إمام وهو يربت على رأس صديقه:
"كل ما تتعب روح لبيت ربنا وصلي وامسك المصحف هترتاحسمع الإثنان صوت زخات المطر في الخارج لذا تشدق إمام ببسمة سعيدة:
"اللهم صيبًا نافعًا"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.
إنتهىٰ اليوم وكالعادة كان يجلس بغرفة الجلوس الموجود بمنزل عائلة خطيبته وبالطبع عادل كان يلتصق بأدهم وهو ينظر له ببسمة صفراء:
"نورتنا يا حبيبي"
أنت تقرأ
رِحلة اليقين
Romanceتمنت أن تنال حبًا كحب الرسول لعائشة فنالت حبَّ الأدهم. تمنى أن ينال رفيفه فنال ليله الحالك على الجميع والمنير لقلبه.