الفصل السادس والثلاثون

9.7K 554 65
                                    

الفصل السادس والثلاثون

بعض الجروح لا تشفى إلا بالكي
وهناك اوقات لا يصلح معها إلا القطع، ان تقرر ، ان تفصل، ان تنجى بالباقي من كرامتك، لهو اهون الف مرة من تستمر على الخطأ، حتى وإن كان بالتنازل سعادة وقتية، ثق انها رويدًارويدًا سوف تزول.

كوني قوية ولا تقبلي بأنصاف الحلول، إما عشق بوضوح الشمس وإلا فلا .

#بنت_الجنوب

❈-❈-❈

- انا مع إيهاب.
- انتي مع إيهاب؟!
تمتم بها بشيء من الصدمة، لا يصدق الرد الفوري منها بهذه السرعة دون ان تعطي نفسها حتى فرصة للتفكير به, تلك من كانت منذ لحظات تذوب بين يديه، تنصر هذا الصغير عليه دون تردد ، هل لهذه الدرجة هو لا يعنيها؟.

- بسهولة كدة، بتمشي ورا كلام العيل الصغير والعته بيقوله ده؟
- انا مش عيل صغير يا باشا، ولا بخرف بعته.......
- ايهاب، استنى انت .

قاطعت بها شقيقها لتعطي كامل انتباهاها له، فيلتقي صفاء خضراوتيها بوهج ببندقتيه الحادتين، في حديث لا يخلو من عتب ولوم وكأنه تذنب في حقه وعلى وشك التخلي عنه دون انتظار .

- ممكن تخرج دلوقتي يا إيهاب؟
تفاجأ شقيقها بطلبها، فجاء رده يضيف مزيدًا من الدهشة بقلب هذا المطعون بموقفها المخزي ضده على حسب ما يرى الاَن:
- واسيبك لوحدك معاه؟
- من فضلك يا إيهاب.

اذعن في الاخير لرغبتها ، ولم يفوته توجيه نظرة الانتصار نحو ذلك المتجمد محله ، والذي لم يرفع ابصاره عنها سوى بعد خروجه ، لتبزغ ابتسامة ساخرة بزاوية فمه قائلا :
- كويس والله انه سمح لنا بالانفراد، بس انتي ازاي جاتلك الجرأة تطلبيها؟

قابلت تهكمه بثبات واهي، وقلبها من الداخل يأن وجع الترقب ،والخوف من النهاية الشويكة بالمواجهة الفاصلة الآن:
- انا مش ببيعك دلوقتي يا رياض، انا بشتري نفسي وكرامتي قبل ما اشتري اخواتي، حتى لو انت شايف اللي بيحصل عته ، وأن اعترافك بجوازنا قدام اسرتي انه أقصى ما عندك أو يمكن معتبره تفضل عليا......

- بلاش كلامك المستفز ده ، عشان انا على اخري اساسا.
هدر بها مقاطعًا بحدة ، ليجبرها على المزيد من المكاشفة، فلم يعد هناك شيء لا ينبغي البوح به:
- بلاش نضحك على بعض، عشان انا عارفة كويس سبب رفضك ، انت لحد الان عامل حساب للمجتمع الراقي بتاعكم ، دماغك صورتلك انك بكدة عملت اللي عليك قدام اخواتي، وتقدر من النهاردة تأخدني على عشنا السعيد ونعيش في امان وسلام، واللي يعرف هيبقى اعداد قليلة يدوب متأثرش على سمعتك، اللي ممكن تنهار لو اتعمل فرح واتكتبت اسم رياض باشا مع بنت خليل اللي كانت شغالة عاملة في مصنعه لا وكمان جليسة للست والدته ، متفتكرش اني غبية ومش واخدة بالي من التفصيلة الصغيرة دي .

لأ ينكر انها أصابت جزء كبير الحقيقة ، وكأنها اقتحمت عقله واكتشفت ما يدور برأسه ولكن روح العند بداخله تأبى الاعتراف ، والتمسك بالهجوم :
- اممم وايه تاني كمان؟ كملي يا بهجة، شكل إيهاب مش جايب ايه حاجة من عنده .

حان الوصال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن