كانت السماء قد بدأت تتزين بنجومها المتلألئة ، و الليل تدلى بستاره الهادئ على كامل المعسكر ، كانت هايين جالسة بجوار فليكس و رأسها على كتفه تشاهد النجوم بصمت ، لم يكن هناك الكثير من الكلام بينهما ، ولكن كان هناك شيء ما في الجو ، ربما نوع من الراحة الصامتة التي وجدتها هايين بجانب فليكس في ظل كل الظروف التي تمر بها.....و لكن في لحظة ما وبدون أن تدرك ذلك ، بدأت عيناها تثقلان و بدأ التغب يغطي على جسدها ، وببطء مالت برأسها نحو كتف فليكس ، دون أن تقاوم استسلمت للنوم . شعر فليكس بها ، نظر لها لم يرد ان يستمرا على هذا الوضع ولكنه لم يرد أن يوقظها في نفس الوقت و بدلا من ذلك ، سمح لها بأن تستريح مرتاحا بفكرة أن هناك شخصا كفاية يثق به بما يكفي للنوم بجانبه ، إبتسم قليلا ليغط في النوم هو الآخر
مضى الليل ببطء ومرت الساعات ، حتى و اخيرا اتى الفجر وأشرقت أشعة الشمس على المعسكر كان الوقت مبكرا السادسة صباحا كان فليكس وهايين نائمين بجوار بعضهما البعض ، وهي مستندة برأسها على كتفه ، لكن هل سيدوم هذا الهدوء طويلا...........؟
كان ذاك الآخر يقف هناك ، بعينيه المضيقتان بالغضب البارد ، لكن لما هو غاضب لهذه الدرجة في داخله ، كان هناك شيء يشتعل ببطء ، شيئ لا يعلم ما هو لكن لو كانت نظراته قاتلة لكانا كلاهما ميتان
بصمت قاتل ، توجه نحوهما بعد ان امر احد الجنود باحضار دلو ماء مثلج له ، و قبل أن يدرك أحد ما يحدث ، ألقى بالدلو على رأسيهما ، غمرتهما المياه الباردة فجأة ؛ مما جعلت كلاهما يستيقظان بهلع و رعشة
اندفعت هايين واقفة وهي ترتجف من البرد ، اما عن فليكس فقد استدار بسرعة ليرى هيونجين يقف أمامهما تعبيره قاس كالعادة يحمله دائما و أبدا
"انتي استعدي ، وأحضري لي قهوتي الآن!"
أمر هيونجين بحدة ، نظرته كانت جليدية وصوته لا يحمل أي شفقة فقط الغضب و كان غضبه يخفي شيئا أعمق ، شيئا لم يستطع حتى هو تحديده ،
لم تستطع هايبن التفكير ، كانت متوترة ومرتبكة نوما ما لتهمس بصوت شبه مسموع
"ح-حاضر"
ثم هرولت بعيدا نحو المطبخ العسكري لتحضير القهوة ، قلبها ينبض بسرعة من الرعب.....انها ثاني مرة تراه غاضبا بهذا الشكل
بمجرد أن اختفت هايين عن الأنظار ، استدار هيونجين نحو فليكس ، نظرته تحولت إلى شيء أكثر حدة وتهديدا........و كأنهما ليسا زميلان...
"ما الذي كنت تفعله؟"
سأل هيونجين بصوت منخفض ولكن بنبرة حادة
لم يهرب فليكس من النظرة القاتلة للجنرال هيونجين على الرغم من أنه شعر بانه يود تحطيم وجهه على ما فعله ، و لم يكن ينوي أن يعتذر أو يبرر نفسه اصلا في المقام الأول
