إرتدت "مكة" عبايتها بخوف ويديها ترتجف من القلق هل هيا حقا قادرة على فعلها ، أو أنها ستنهار وتعود إلى عالمها المظلم ، خرجت إلى "أفنان" التي كانت تنتظرها امام الدرج وقالت بهدوء " انا جاهزة "
تمعنت "أفنان" النظر فيها وتأفأفت بحنق على تصرفات صديقتها " انتي شو لابسة يا مكة " انحنت "مكة " بعينيها إلى عبايتها وسألتها بتعجب " شو فيها ملابسي يا أفنان ، انا لابسة عباية "
ابتسمت لها "أفنان" على غبائها ونطقت بقلة حيلة "انا عارفة انك لابسة عباية يا مكة بس شو هاللون إحنا رايحين للعزاء لا قدر الله روحي غيري لفستان ايكون هيك حلو والالوان بتفتح النفس "
تأفأفت "مكة" بغضب على كلام "أفنان" هل هذا هو المهم الآن هي تكاد تموت خوفا على الخطوة التي ستقوم بها ، وصديقتها لا يهمها سوى ما ترتدي،
تكلمت "مكة" بعبوس " أفنان بلاش تعصبيني اللي فيا مكفيني بلاش الجنان دا الوان شو يا ختي استغفري ربنا وخلينا نروح "
ابتسمت "أفنان" على حالة صديقتها ، فهي تعرف جيدا انها خائفة ولكن هي تفعل كل هذا لكي تنسيها خوفها والخروج معها بدون مشاكل
" طب شو لو كان سي عدي في الحي شو راح يقول؟"
تكلمت "أفنان" بنبرة لعوبة هي تعلم جيدا مشاعر صديقتها لإبن عمها رغم غباء "مكة" وإبعاد نفسها عن ذالك العشق الذي يكنه كل منه للأخر
"يا ختي انا رايحة بلاش تقرفيني، عدي شو انا مو هممني لا عدي ولا غيرو اللي عايز يحكي يحكي "
ذهبت من أمامها بسرعة تهرب من نظرات "أفنان" التي تعلم جيدا أن كل ماقالته صحيح وصديقتها لم تنسى ابدا حبها لإبن عمها ولكنها تدعي الغباء لا أكثر
في تلك اللحظة راودتها فكرة، فعلاج "مكة" يكمن فيه هو ، "مكة " لن تتعالج إن لم يكن "عدي" بجنبها وهذا الذي تركها تفكر انها قد تحتاج لمساعدته
بعد عدة دقائق خرجت " مكة" إليها ترتدي ملابس أفضل من تلك ، فستان طويل مليئ بالفرشات وبعض القلوب وحجاب ابيض عكس وجهها الذي إصفر من الخوف شاحب لا حياة فيه
تقدمت لها "أفنان" عندما رأت أن صديقتها ليست على مايرام أمسكت يدها وقالت بحنان
" مكة انتي قوية كثير انتي مش ضعيفة حتى تخافي من بشر مثلك مثلهم ، ماراح يقدر ولا احد يبص عليك حتى، كوني واثقة اني حدك ومش هخلي حاجة وحشة تحصلك"
ابتسمت لها " مكة" بأريحية فقد إرتاحت نسبيا بعد كلام "أفنان" وجالت بين عينيها صورة والدها عندما يراها أمامه وكم سيكون سعيدا آنذاك
أمسكت بيد صديقتها وقالت بشجاعة " خلينا نمشي"
أمسكت "أفنان" بيدها بقوة تعطي لها القوة والحماية وإتجهتا نحو باب المنزل فتحته فإذا ب "خالد" أمامهم ووجهه لا يحمل اي خير
أنت تقرأ
حي أبناء اليوسفي: الجزء 1 من سلسلة (أسود لا تعرف الرحمة)
Historical Fictionحي ليس له مثيل ، حي يتضمن كل انواع السلم و الامن ، لكن لا تفكر حتى أن تؤدي فرد منه ، لأنك لست ندا لوحوش هذا الحي ، ومن غيرهم انهم أبناء اليوسفي رواية أسود لا تعرف الرحمة لها جزئين الجزء الاول : حي أبناء اليوسفي الجزء الثاني :حي أحفاد اليوسفي ات...