14/ ملك الوحوش

                                    

                                          

" يمكنكِ وضعهم بجيب بنطالي "
إستدارت ببطئ ناحيته وبطرف أعينها طالعته 
كان يقف برجولية واضعاً يده ذات 
القفازة بجيب بنطاله 
بدلة رسمية وجدتها مختلفة عن مايرتديه باقي الرجال هنا ، وخصلاته متدلية كعادتها لتحجب عيناه
وإبتسامة تكاد لا تظهر مرتسمة على شفتاه
وفقط بالنظر لشفتيه وعت على نفسها 
بأنها أطالت النظر إليه ، 
بل تفحصته ..
حينما اتسعت إبتسامته الجانبية وكأنه يقول :
' أعلم أنني وسيم بشكل يرهقكِ '
وللتو إنتبهت أنه قد سخر منها 
فألقت عليه نظرة من الأعلى للأسفل متمتمة 
" ظننت أن الحفلة ستكون ممتعة أستاذ يونغي 
مالذي تفعله هنا ! "
مرر لسانه على شفته كاتماً غيضه من سليطة اللسان هذه ، فهي بطريقة مباشرة أخبرته أن وجوده غير مرحب به 
رغم أن نبرتها كانت تميل للمزاح 
ليس وكأنها عنت ذلك حقاً
تقدم منها إلى أن أصبح بجانبها ينظر لجانب وجهها
" ظننت أنني أخبرتكِ عن كم أنتِ وقحة "
ومباشرة أجابته 
" ويشرفني ذلك ،فالعالم قد إمتلئ بالنفاق 
والوجوه المزيفة لذا لا بأس أن أتميز عنهم "
أمسك بكأس نبيذها الذي كان أمامها وشربه دفعة واحدة لعله يطفئ ما بداخله ، عاجزاً عن إجابتها
قبل أن ينزل بأعينه يلقي نظرة خاطفة على طلتها ..
بينما هي ألقت نظرة على كأسها الذي وضعه فارغا
أمامه
" أرى أنك نجحتِ بجذب أنظار الرجال إليك
ألم تجدي بعد من يحكمك ؟! "
أجابته دون أن تنظر له حتى 
" ذلك آخر مايهمني ياأستاذي 
فالحب لا يبقي الشخص على قد الحياة "
هذه القصيرة التي تصل لكتفه فقط 
سوف تفقده صوابه من أجوبتها التي لا يعلم 
من أين تأتي بها 
لما لا يستطيع إصماتها
" لا أتفق معكِ .. فهناك بالفعل من هو على 
قيد الحياة فقط لأنه يحب "
أردف يطالع جانب وجهها بشرود
ولو أدارت وجهها له ونظرت لأعينه
كانت لتفهم الكثير
لكنها فقط كادت أن تجيبه بسخرية كعادتها
إلى أنها لمحت فجأة آلدو الذي دخل للتو 
وإستقبله صاحب الحفل بلباقة ..