الفصل الثاني
(مسرحية)
صوت أنفاسه كان ليسمع على بعد أميال و هو ينظر بعيون متفحصة لكتفها العاري دون أن يولي اهتمام للخوف الذي استبد بها و خفقان قلبها الذي تحول فجأة إلى طبول تقرع بقوة نافذة بمجرد ان تقدم منها خطوة أخرى ليتمعن بأثر الحرق ذاك أكثر فأكثر...
ابتلعت ريقها لترفع يدها سريعا محاولة تغطية كتفها و استجماع شتات روحها حتى تظهر أمامه بقوتها السابقة...
تغيرت ملامحه الغاضبة فجأة ليتمتم بصوت خفيض دون أن يبعد عيناه عنها:
-من أنت؟
تابعت تضم الفستان اليها بقوة و هي تتراجع بضع خطوات بعيدا عنه ثم تكلمت بصعوبة:
-لقد أخبرتك بأنني الدكتورة المرافقة للرحلة... وقع تعويضي اليوم مكان الدكتور الذي سائت حالته...
تقدم منها حتى كاد يلتصق بها ليرفع يده محاولا ابعاد قميصها الممزق ليسألها عن ذلك الأثر لكنها تراجعت إلى الخلف بسرعة فضيق عينيه و هو يحدق بها على نحو أثار الرعب بداخلها بينما رفع حاحبيه يسألها بنبرة رجولية طاغية :
-لما ترتعشين هكذا ... ألم يسبق أن لمسك رجل من قبل؟
لوهلة توقف عقلها عند كلماته الغريبة فنطقت بنبرة هستيرية دون أن تملك قدرة التحكم برد فعلها:
-أبدا... لا... لا يمكن لأحد أن يلمسني... لا أسمح... لا أسمح...
رفع يده ليشير لها حتى تهدأ قليلا ثم تكلم و عيناه المشتعلتان تكادا تلتهمانها:
-إهدأي...لقد أخطئت الفهم... لا تفكري بهذا لأنني أستطيع التمييز جيدا و أعرف أن جسدك هذا لم يدنسه رجل بعد...
شعرت بالقهر من كلماته فردت و هي تمط شفتيها ساخرة :
-ماذا ؟ هل قلت يدنسه... اختر ألفاظك جيدا يا هذا... أو أصمت و لا تحادثني بلسانك الوضيع هذا حتى ينتهي هذا الكابوس...
لوهلة هم بالإندفاع نحوها ليؤدبها على جرئتها المفرطة لكنه توقف فجأة... صوت من الماضي جعله يتسمر بمكانه :
-إبتعد... لا تلمسني ... لا تقترب مني...
صرخاتها و هي تدفع الرجل بكلتا يديها و تركله بقدميها أمر لا يمكن أن يمحى من ذاكرته لأنها كانت المرة الأولى التي يستعمل بها خنجره لقتل أحدهم... رغم أن الأمر كان صادما الا أنه لم يندم أبدا لأنه خلصها بل لو كان بإمكانه لأحرقه حيا لمحاولته الدنيئة تلك غير عابئ بصراخها و دموعها....
تكلم متوعدا:
-سأعتبر أنني لم أسمع شيئا حتى لا أفتك بك في هذا المكان الخالي...
لا زلت لا أعرف كم من الوقت سنبقى و قد يتوجب أن تكوني موجودة هنا...
ابتلعت ريقها و هي تلملم نفسها لتسأله عن مقصده لكنها فضلت الصمت أخيرا اذ أن مقصده كان بينا و ما قد يقصد رجل مثله غير ذلك؟
أنت تقرأ
الشبح (مكتملة )
General Fictionيخفي نفسه عن الجميع بعد خروجه من مستنقع واحد من أسوء معسكرات التدريب الذي يقع تحت أحد السجون الأخطر في العالم ليجد خيطا يربطه بحقيقته التي سرقت منه منذ فتح عينيه على الدنيا...الخيط ليس سوى مجرد كلمة ...الشبح...