" ماذا حدث ؟ " قالت بخفوتٍ مرةً اخرى و ابتعدت عنه واضعةً يداها في حضنها ، عيناه كانت تحمل هالاتٍ سوداء واضحة تعكس زرقة حدقتيه الصافية و كأنه تلك السماء الخاملة التي تحبها حين تستيقظ فجراً .

" جماعةٌ لعينة تشعر انني اشكل خطراً منذ ابتدائي بالتدقيق و مراجعة كل معاملات شركتنا التابعة لجميع افرعنا ... متأكدٌ انهم قامو بإتلاف كل شيء يمكن ان يُتخذ ضدهم او يقودنا اليهم لكن مع هذا كله فهم يحاولون العبث بلعنتي " نبس بفكٍ مرصوص و غضب حاول كبحه لكن من رقبته المحمرة عرفت كارين ان استياءه لا يمزح الان ابداً .

رطبت شفتيها ماسحةً على وجهها " جدي لن يكون بخيرٍ ابداً ، لا احد بالعائلة سيكون بخير ان علمو بما يحصل " نهضت تتمشى ذهاباً و اياباً في الغرفة يدٌ تمسح بها على نحرها الظاهر قليلاً من فتحة القميص و الاخرى على خصرها من الخلف .

ستختنق ... و كأن الهواء قد شح عليها لذا اتجهت الى النافذة المفتوحة و وقفت امامها مغمضةً عيناها كغريقٍ بحاجةٍ الى الهواء ، عقلها يعصف بالكثير من الافكار المتضاربة ، عملها ، حالة آرون ، جانيت و الان هذا الموضوع .

عقدت حاجبيها و اغمضت عيناها بقوة حين شعرت بصداعٍ حاد يضرب رأسها مع سريان رعشة برد على جسدها ، ربما هذا بسبب انخفاض ضغطها ... لم تنم ليلة البارحة جيداً كما انها شربت القهوة على معدةٍ خاوية و رأسٍ مشوش ... رائع ، فقط رائع !

" ابتعدي عن النافذة " سمعت صوته المُتعب لذا تنهدت مخرجةً نفساً ساخناً و اغلقت النافذة لتستدير معاودةً الجلوس لكن هذه المرة على الكرسي الذي بجانبه ، الصداعُ يزداد سوءً .

نظر اليها بشكلٍ سريع لكنه كان كافٍ للإنتباه الى ملامحها الذابلة " لما وجهكِ شاحبٌ هكذا و مصفر ؟ هل يؤلمكِ الجرح ؟ " هزت ذقنها بنفي و دلكت جبينها بوجع " اظنني اعاني من انخافض الضغط ، رأسي يؤلمني بشدة " .

" لم تنامِ بشكلٍ جيد منذ فترة و اكلكِ غير منتظم و قليل ، انتِ فعلاً تتصرفين كالقنافذ الان " قال بنبرةٍ جادة لتنظر اليه كارين بحاجبين مرفوعين ... قنفذ ؟

" هل هذا وقته آرون ؟ " تجاهل الاخر تعليقها و اعاد بجسده على الوسادات مع تحركه الى الجانب قليلاً و فتح ذراعه المضمدة لها
" تعالي الى هنا " رمشت عدة مراتٍ و نظرت اليه و كأن رأساً اخر قد نبت له ... حقاً ؟

" ماذا تفعل آرون ، كن اكثر انتباهاً الى اصاباتك و عد الى مكانك هيا بسرعة " قالت ناهضةً من مكانها متجاهلةً الصداع الذي بدأ ينبض بالنصف الايسر من رأسها متسبباً بحرقة في عينها اليسرى معه .

امسك يدها من معصمها و سحبها بخفة لعدم مقدرته على تحريك ذراعه الايسر بشكلٍ جيد " تعالي ... " نفت برأسها قائلةً بصوتٍ شبه مبحوح " ساقك لا زالت مكسورة لذا لا يمكننا فعلها ... " .

Roseحيث تعيش القصص. اكتشف الآن