نظرت الى جانيت بنظرةٍ اخيرة سريعة و استدارت لتعود من حيث اتت ...

عندما صعدت الى المصعد لم يكن خالياً لذا فقط اخفضت بصرها و حشرت نفسها خلف المتواجدين لتتكئ على الجدار مغمضاً عيناها بتفكير ...

لما كل هذا التجهم ايتها القنفذ الغبي ؟ الم تمري انتِ الاخرى بعلاقةٍ عاطفية من قبل و لم يعرف اي احدٍ بهذا غير جودي ؟ لكن علاقتها مع كارل كانت لفترةٍ ليست بطويلة كما انهما لم يتعمقا و يتخطيا الحدود لأكثر من مجرد قبلةٍ او احضان .

ماذا عن آرون ؟ كيف كانت علاقته مع جانيت ؟ هل وصل معها لما لم تستطع هي الوصول له معه اثناء فترةِ زواجهما حتى الآن ؟

سمعت صوت رنين المصعد لتفتح عيناها و تتفاجأ انها كانت لوحدها في المكان و باب المصعد بدأ يفتح جناحيه ، ماذا ؟ هل خرج الجميع بالفعل ؟

وصلت الى باب الغرفة بعد لحظات ليأتيها صوته العالي من خلف الباب و بسرعةٍ فتحته و دخلت اليه بفزع " لا يهمني كريستوفر ... تباً اسمع ، ان هؤلاء العُهر يتخطون كل الحدود ! " .

اغلقت الباب خلفها حتى لا يسمعه احدٌ من المارة و توجهت لتقف بجانبه بينما كان يمسك الهاتف بيده و يشغل مكبر الصوت لصعوبة وضعه على اذنه " انا افعل كل ما بوسعي هنا لأعرف من يقوم بكل هذه الافعال من تحتنا " سمعت الصوت الخشن المألوف من الطرف الآخر لتتعرف عليه بلحظتها ... كريستوفر فاليريو ! واو !

هل كان آرون على علاقةٍ قريبةٍ حقاً بهؤلاء الاشخاص ؟ و ما ادراكِ انتِ بكل ما يجري بحياته منذ سنواتِ و فقط غارقة بالهندسة و الخرائط ... قنفذ غبي !

اااااه ، فقط اقتلوني ... حسناً ؟ اقتلوني !

اعادت انتباهها الى آرون الذي انهى المكالمة بشكلٍ مختصر و اغلق الإتصال لتلاحظ اصابعه التي تلتف حول الهاتف و تعصره بقوةٍ و كأنه يحارب بكل ما يملك داخله ليمسك بأعصابه و عدم الانفجار حرفياً .

" هل انت بخير ؟ " همست آخذة الهاتف من يده و وضعته على الطاولة جانباً ، اقتربت منه لتجلس على السرير و امسكت يده التي كانت تمسك الهاتف برقة " آرون ... " .

" قومي بإحتضاني ... " .

رفعت رأسها اليه بعينان خاويتان و رطبت شفتيها بلسانها ، اقتربت منه ببطئٍ اكثر لافةً ذراعيها حول كتفيه بقوة مغمضةً عيناها ... جسده كان متشنجاً جداً و كأنه حجر .

شعرت به يأخذ نفساً عميقاً من رقبتها ليهمس بصوتٍ خشنٍ و كأن حنجرته كانت مخدوشة بعدة خدوش " تباً لكل ما يحصل ، انا لا استطيع الشعور برائحتِكِ " .

" جسدك متصلب ، و كأنني لم اقم بتدليكه لك سابقاً ... " همست متنفسةً برقبته الساخنة و مسحت على شعره من الخلف نزولاً الى رقبته لتعيد عقد ذراعيها حولها .

Roseحيث تعيش القصص. اكتشف الآن