شيع عشرات من قادة العالم وحوالي مليوني مغربي امس العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني الى مثواه الاخير بالرباط في اكبر جنازة شعبية لزعيم في العالم العربي منذ جنازة الرئيس المصري جمال عبدالناصر . وقد شارك في التشييع اكثر من 70 وفدا اجنبيا بينهم حوالي 30 رئيس دولة (ملوك ورؤساء وامراء) بالاضافة الى الامناء العامين للأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي وعدد من مسؤولي المنظمات الاقليمية والدولية. وقد وورى جثمان العاهل المغربي الراحل الثرى في ضريح محمد الخامس بالرباط بجوار والده الملك محمد الخامس وشقيقه مولاي عبدالله. وشارك العاهل المغربي الجديد الملك محمد السادس قبل ذلك في صلاة الغائب في مسجد حسان داخل حرم الضريح برفقة افراد من العائلة المالكة ورؤساء الوفود الاجنبية التي شاركت في مراسم تشييع الجنازة, وقال شهود عيان ان الملك محمد السادس بكى اثناء انزال جثمان والده الى مثواه الاخير وبعد انتهاء مراسم الدفن تقبل تعازي رؤساء الوفود وعاد على متن سيارة سوداء نقلته الى القصر الملكي في الرباط من حيث انطلق الموكب الجنائزي. وكان موكب الجنازة قد انطلق فى جو مهيب من القصر الملكى على متن عربة عسكرية مكشوفة سبقتها عربة الملك التى تجرها الخيول باتجاه ضريح الملك محمد الخامس حيث ووري الثرى. وقد سار زعماء ورؤساء وممثلو حكومات دول العالم فى مقدمة الموكب سيرا على الاقدام لمسافة ثلاثة كيلومترات حتى موقع الضريح. وقد شارك فى مراسم التشييع عشرات من ملوك ورؤساء دول وحكومات فى الدول العربية والاسلامية والعالمية او من ينوب عنهم من بينهم الرئيس الامريكى بيل كلينتون والعاهل الاردنى الملك عبدالله بن الحسين والرئيس الفرنسى جاك شيراك والرئيس المصرى حسنى مبارك وملك اسبانيا خوان كارلوس وامير دولة البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة والتونسى زين العابدين بن علي والموريتاني معاوية ولد سيدي احمد الطايع اضافة الى شخصيات دولية وعربية من بينها السكرتير العام للامم المتحدة كوفى عنان وامين عام الجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد وولي العهد الكويتي الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح. وكانت المراسم الرسمية لتشييع العاهل المغربي الملك الحسن الثاني قد بدأت بالقاء قادة الدول النظرة الاخيرة على نعشه داخل القصر الملكي في الرباط. وقبل دقائق معدودة من فتح ابواب القصر الملكي بث التلفزيون المغربي صورا مباشرة للملك الجديد محمد السادس وشقيقه الاصغر مولاي رشيد وهما يرتديان القفطان ويحملان نعش والدهما ليضعانه في احدى قاعات القصر الملكي حيث كان يترأس العاهل الراحل خلال شهر رمضان جلسات دينية. ثم فتحت ابواب القصر امام الوفود التي بدأت بالتدفق والدخول واحدا تلو الآخر الى القاعة الكبيرة لالقاء النظرة الاخيرة على نعش الملك الذي غطي بقماش احمر ولف بقماش اخضر آخر رمز الاسلام. وخلال هذه المراسم التي استمرت أربع ساعات تدفق مئات الاف المغاربة الى وسط العاصمة حيث انتشر الجيش وقوات الشرطة منذ الصباح الباكر في نقاطها الحساسة. واصطفوا جميعا على طول الطريق الذي مر فيه الموكب الجنائزي على مسافة ثلاثة كيلومترات عبر المدينة مرورا بجادة محمد الخامس الواسعة ثم بمحاذاة جدران المدينة القديمة قبل الوصول الى الضريح. وقد سقط العشرات منهم على الأرض مغشيا عليهم من هول الصدمة ولحزنهم الشديد على فقدان عاهلهم الكبير. وقد نقل التلفزيون المغربي مراسم التشييع مباشرة والتي غطاها حوالي الف من الصحفيين والمصورين الذين يمثلون أهم وسائل الاعلام الدولية حيث قطعت العديد من القنوات الفضائية العربية والدولية برامجها ونقلت مراسم التشييع مباشرة من الرباط. ــ الوكالات