لم يأت نجاح الممثلة لورين قديح Lorraine Kodeih على عجل، كما لم يأت صدفة! فنانة موهوبة متخرجة من كلية الفنون الجميلة في بيروت قسم التمثيل، كانت بدايتها مع المخرج اللبناني المبدع مروان نجار، ضمن المسلسل المحلي "من أحلى بيوت راس بيروت"، واستطاعت ان تخطو خطواتها الأولى في سلم النجاح بثقة وامتهان وقدرات فنية ومهنية خاصة، مكنتها من الدخول الى قلوب الجماهير ونيل استحسانهم، بحسن أدائها ووجهها البشوش والكاريزما التي تتمتع بها وقدرتها على التأثير وتأدية كافة الأدوار بحرفية وإتقان متميزين.
خلال مسيرة نجاحها، وفي لقاءاتها الإعلامية أظهرت لورين وجهها الإنساني والثقافي وشخصيتها اللبنانية الفريدة كامرأة متعلمة ومثقفة تشدك للاصغاء إليها بمتعة، من خلال مصالحتها مع نفسها وتقبلها للنقد بإيجابية ورحابة صدر، وامتلاكها قدرة التقييم والنقد الذاتي الموضوعي، حتى ظهرت في مقابلات عدة كناقدة وصاحبة رؤية ثاقبة ورأي حيادي وموضوعي، سواء تحدثت عن نفسها ام في معرض إنصافها لأعمال ونجاحات غيرها.
لورين تحظى بشعبية جماهيرية لافتة تلفزيونيا وإذاعيا، ولم يمنعها نجاحها التلفزيوني والسينمائي من متابعة التواصل مع الجماهير، حيث تمكنت من فرض إيقاعها واستغلال موهبتها النقدية في برنامج حواري إذاعي تتناول فيه أخبار الموضة وأزياء المشاهير.
لقاء شيق جمعنا بالفنانة لورين قديح التي، أقل ما يمكننا قوله عنها أنها فنانة شاملة، طموحة وواثقة من نفسها.
Elle Arabia: هل أنت راضية عمّا حققته حتى اليوم؟
لورين قديح: الله أعطاني أكثر مما أستحق، وأنا على ثقة أنه لم يحدث أي شيء معي بالصدفة بل هو من بركات وقدرة إلهية، وكل شيء قمت به هو بداية. أنا راضية وممتنة، أنتقد نفسي. فأنا شخص متصالح مع نفسه أحاول أن أصلح أخطائي وأتعلم منها، بدايتي كانت في ثلاث أفلام سينمائية، برنامج خولني أن أدور وأزور أهم بلدان العالم، حالياً برنامج "سيسرونا" الإذاعي، مشاركتي ببرنامج "ديو المشاهير".. وهنا أكرر أن هذه فقط البداية!
أنا لا أحب أي شخص سلبي يكره أن يتعلم ويتتطور بل أحب أن أكون مع ناس تمدني بالطاقة الإيجابية وتزيدني معرفة.
Elle Arabia: ما رأيك بما يقدم على الساحة الفنية حالياً؟
لورين قديح: بكل عصر، زمان، ومكان هناك الأشياء الجميلة التي ترسم البسمة والأشياء القبيحة التي تحزن وتبكي.. ولكن أتصور موجة الردائة التي كانت موجودة على الساحة الفنية باتت في مرحلتها الأخيرة، ومع العلم أننا في عصر مواقع التواصل الإجتماعي ومن سيئاته الخطيرة هو أنه يساعد على شهرة أي شخص كان، الشهرة إحترام ومسؤولية وبعض الناس لا تقدر هذا الموضوع. عائلاتنا لا تستطيع أن تتقبل وأن تقرأ ما يكتب من شتائم وكلامات مجرحة بحق أولادهم المشاهير واليوم بتنا نرى أي شخص أصبح ناقد ويلجأ الى أساليب قبيحة و"بشعة" بالكلام، لذلك "الله لا يحرمنا العقل".
Elle Arabia: كيف تقيمين تجاربك السابقة، وأي عمل أحببته أكثر- وهل من عمل تندمين عليه؟
لورين قديح: كل عمل قدمته هو إضافة لي، فيلم My Last Valentine in Beiurt من أهم وأجمل الأفلام ولو عرض بالشكل الصحيح لكان هناك فترة ما قبل وما بعد هذا الفيلم، وأنا هنا أشكر المخرج المبدع سليم الترك الذي إشتغل علي كثيراً وعمل معي بصدق ومن كل قلبه. هذا الفيلم كان أول فيلم ثلاثي الأبعاد في الشرق الأوسط، قدمت 7 شخصيات مختلفة. لو إستطعت إعادة تمثيل الفيلم لكنت لفظت العبارات النابية بطريقة ألطف ومناسبة أكثر للناس.
فيلم "حبة لولو"، لعبت دور فتاة ليل ولكن قدمته بطريقة فكاهية (وألهمتني جوليا روبرتس في فيلم Pretty Women) وهنا أشكر المخرجة ليال راجحة التي قدمتني بطريقة جميلة، وحتى أغنية سميرة توفيق التي قدمتها "أنا حلوة وعارفة حالي"، كان لها تأثير إيجابي.
فيلم "شي يوم رح فل"، لا أريد أن أتكلم عنه.. مختصر مفيد لعبت دور جديد (إمرأة بسيطة، مثيرة ولكن ليست ذكية كثيراً)، أحب أن أدمج الكوميدي في كل أدواري وأعتبر أن هذه إحدى صفات لورين قديح.
Elle Arabia: ما تعليقك على تشبيهك بالأسطورة صوفيا لورين؟
لورين قديح: من أكثر ما أعشقه هو تشبيهي بالنجمة صوفيا لورين! هي ملهمتي وأيقونتي المفضلة، وقد ولدت في اليوم نفسه الذي ولدت فيه الممثلة صوفيا لورين. هي الحلم الأكبر بالنسبة لي، وأتمنى لو كنت أعيش في عصرها، وأتمنى أن ألتقي بها قبل فوات الأوان. هي الشخص الوحيد الذي ممكن أن أتمثل به، هي أجمل مني بكثير ولكنه شيء يرضيني ويزيد من ثقتي بنفسي عندما يتم تشبيهي بها.
Elle Arabia: مع أيّ من النجوم تفضلين التعامل؟ومن هو الممثل الأبرع؟
لورين قديح: أعشق الممثلة النجمة ناديا الجندي، لم ولن يأتي مثلها! أعشق النجم أحمد السقا.
أحب النجم وليد توفيق فهو يعكس الزمن الجميل، أحب أن أقف أمامه وأعمل معه، نجاحه مميز وله طعم خاص وأنصحه بأن يعود للسينما. أحب أن أقف أمام ممثل رجل مخضرم وقوي، يفرض حضوره ويخرج أفضل ما عنده.بديع أبو شقرا وطلال الجردي، أكثر من رائعين! يتقنون فن التمثيل بطريقة مبدعة هم أكاديمين بإمتياز، أحب أن أعمل معهم.
Elle Arabia: ما الذي يميزك عن غيرك من النجوم؟وهل من منافس لـ" لورين"؟
لورين قديح: الكل يعترف أنني حالة خاصة، بكل تواضع وهذا رأي الجميع ليس رأيي، وهو ليس تكبر، ولا غرور! ما أقدمه، شخصيتي منفردة أنا لورين ولست شخص أخر والعكس صحيح، بكل فخر وروح طيبة من الصعب أن تكوني فتاة من بيئة محافظة أتيت من قرية بعيدة، وعملت ودرست وتخصصت في الجامعة اللبنانية كلية الفنون وتقدمين وتعملين بالمجهود الذي أعمل به، أنا إنسانة عفوية أحب الفرح والروح الإيجابية، ما أقدمه ليس بالأمر السهل.
أعرف أن بعض الناس لا تحبني، ولكن الأكثرية تحبني، ومن يجلس مع لورين لا يمكن إلا أن يحبها.. بكل بساطة ووضوح لا أحد ينافس لورين حالياً، وأنا لست ضد المنافسة ولكن لا أحد يأخذ شيء من درب أحد، ومن لا يعمل معي هو دلالة على خوفه من نجاحي!
Elle Arabia: ما رأيك بالمرأة العربية اليوم - وبرأيك ما هو الفرق بينها وبين نظريتها الغربية؟
لورين قديح: لا أريد أن يحزن مني أي شخص، ولكن هناك فرق كبير وشاسع.. المرأة الغربية لديها حقوقها، مسؤولة بكل معنى الكلمة، لا تعتمد على الخدم ومع ذلك تعمل بجهد، موجودة في مجتمع يساعد المرأة، في الغرب القانون يحكم لصالح المرأة، المرأة هي الكل بالكل!
في المجتمع العربي الموضوع مختلف، أين هي المرأة العربية؟ أغلبيتهم على مواقع التواصل الإجتماعي تحت عنوان "المدونين، الفاشونيستاز، خبراء الموضة، الناقدات" قلائل من هم في مناصب مهمة وقيمة!
ولكن ما لا تملكه المرأة الغربية هو "لقب أم الشهيد" هذا وسام يخص فقط الأم والمرأة العربية، المرأة العربية هي المرأة المقاومة وهذا ما يميزها عن الغربية.. لكن في مجتمعنا لا زالت "مخنوقة"، الحرّية لا تعطى ببساطة بل تؤخذ بالقوة.
ELLE Arabia: ما رأيك بالمرأة والأم والزوجة العاملة- وهل للمرأة أن توفق فيما بينها؟
لورين قديح: هذا الموضوع هو موضوع حساس، وكبير ومن الصعب أن أجد العبارات البسيطة التي ممكن أن تعبر عن جوابي ورأيي، الطفل أو الولد هو أهم مشروع في هذه الدنيا.
أنا ضد أن يكون لدي عاملة في منزلي، وبنظري هذا الزمن قد ولى، علينا أن نقوم بواجبتنا المنزلية بأنفسنا، لذلك طفلك أكبر مشروع ممكن أن تستثمري فيه عليك أن تعطيه كل طاقتك ووقتك سواء إن كنت زوجة عاملة أو غير عاملة.
ELLE Arabia: ما هو مفتاح النجاح؟
لورين قديح: الإتكال على الله، الإيمان، الثقة بالنفس أنه لا أحد يستطيع أن يأخذ مكانك، على الفنان أن يستمع للمخرج، أن تكون لديه روح التعاون وأن يتقبل الرأي الأخر. لم يصل أحد الى القمة لوحده، الإستمرار يتطلب العمل مع مختلف الناس، على الشخص أن يستمع للخطأ قبل الصح، يجب أن يكون الشخص إيجابي لو مهما كثرت الصعاب.
الخيانة والغدر لا يأتون من العدوّ بل من القريب! وعندما تنجحي عليك أن تتذكري أن يوم لك ويوم عليك!
Elle Arabia: نصيحتك لأي ممثل أو فنان صاعد؟
لورين قديح: الشهرة مجد باطل، أهم ممثلات ونجمات رحلوا عن هذه الدنيا عن طريق الإنتحار، داليدا أو مارلين مونرو وغيرهم.. الشهرة ليست أبدية، ولها صلاحية معينة. أنصح كل فنان أو ممثل صاعد أن يكون طبيعي وألا تغرّه الشهرة والمال.
Elle Arabia: ما هي مشاريعك المستقبلية؟
لورين قديح: من المفترض أن أقوم بشيء مميز شبيه للرائعة الراحلة فريال كريم "المونولوج"، و من المتوقع أن أحضر لأغنية تعود لهذا الزمن، وهذا الخبر حصري لكم، وسوف أبدأ لأكون أول إمرأة منفردة تقدم عرض ال Stand up comedy، وطبعاً السينما أولوياتي هناك شيء ما بداخلي يقول لي أنني سأتوجه نحو السينما الفرنسية.
Elle Arabia: أين يمكن أن نجد لورين بعد 5 أعوام؟
لورين قديح: لا يمكنني أن أرى نفسي في الشاشة الصغيرة، أنا أعشق السينما هي شغفي، والسينما الفرنسية بالتحديد تعني لي الكثير على أمل أن أصل إليها قريباً، هذه ليست فقط موهبة بل موجودة في جينات عائلة أل قديح، وهي نعمة من الرب!
Elle Arabia: هل من عمل شاهدته وأحببتي لو أسند الدور لك؟
لورين قديح: أحببت مسلسل "مريانا" للنجمة كارول الحاج، على الصعيد العالمي بالطبع صوفيا لورين وأنيتا أنتبرغ، كما أحببت مسرحية Venus للممثلة ريتا حايك وبديع أبو شقرا، أحببت الدور الذي لعبته ريتا كثيراً.
Elle Arabia: كلمة أخيرة لقراء Elle Arabia؟
لورين قديح: Elle تعني "هي"الأنثى، المرأة، أنا، أنتي، أمك،أختك، صديقتك.. الله أعطاها قيمة لا تقدر بثمن للأنثى عندما منحها قدرة الإنجاب وإعطاء الحياة لفرد جديد، المرأة هي الدنيا.. أنا سعيدة بهذه المقابلة وعلى أمل أن تكون Elle نحن وتعكس وتعبر عن المرأة بتنوعاتها وإختلافتها العديدة!
تعروفوا على لورين أكثر!
عيد الميلاد: 20 أيلول
البرج: العذراء
العطر الفضل: مزيج من الشوكولا والفانيلا، عطر خصيصاً صنع لي، ولا أستبدله بأي عطر.
الكتاب المفضل: بكل زمان وبكل مكان، الإنجيل المقدس وكتاب الإمام علي "نهج البلاغة"!
المطبخ المفضل: الإيطالي والفرنسي.
العلامة المفضلة: غوتشي ودولتشي أند غابانا (وعامةً لا يهمنني إن إرتديت علامة أو أي شيء أخر).
اللون المفضل: الأسود والأحمر.
المرأة العربية المفضلة: بهذا الوقت الحالي الطفلة المناضلة عهد التميمي.
الفيلم المفضل: The God Father، وأحب كل أفلام صوفيا لورين، وفيلم الموسيقي The Sound of Music.
الممثل المفضل: أل باتشينو، روبرت دي نيرو، أحمد السقا، كريم عبد العزيز- صوفيا لورين، ناديا الجندي.
المغني المفضل: داليدا.
الهدية المفضلة: أعشق الألماس، وأحب الصابون أنا مدمنة (الصابون بروائحه المختلفة والطبيعي ومكنونات طبيعية مختلفة وغريبة)، وأعشق تجميع الفناجين من البلدان المختلفة، كما أحب الكتب كثيراً فأنا شخص يحب أن يقرأ.
حاورتها فدى رمضان