عالم صدام حسين (رواية)
عالم صدام حسين هي روايةٌ من تأليف شخص مجهول أختار لنفسه اسماً مستعاراً «مهدي حيدر»، صدرت الرواية عام 2003 عن دار الجمل، ألمانيا. تدور الرواية حول حياة الرئيس العراقي السابق صدام حسين.[1]
عالم صدام حسين | |
---|---|
معلومات الكتاب | |
المؤلف | مهدي حيدر |
اللغة | العربية |
الناشر | دار التنوير ومنشورات الجمل |
تاريخ النشر | 2003 |
مكان النشر | بيروت، لبنان |
التقديم | |
عدد الصفحات | 414 |
تعديل مصدري - تعديل |
مؤلفون محتملون
[عدل]الرواية موقعة باسم مهدي حيدر، وهو اسم مستعار قد يشير إلى أربعة أسماء لكُتّاب يقيمون في المنفى هم عبد الرحمن منيف، وفؤاد التكرلي، وحيدر حيدر، وفاضل العزاوي. المؤكّد أنّ صاحب الرواية خشي ذكر اسمه ربما حرصًا على حياته وخوفًا من انتقام المخابرات العراقية وقد أختار اسم مهدي حيدر. يقول مهدي حيدر في كلمة التقديم:
«هذه الرواية ليست نصًا تاريخيًا بل هي عمل من نسج الخيال يستغل الواقع لبناء عالم خيالي موازٍ للعالم الواقعي يتطابق معه أحيانًا ويتخلف في أحيان أخرى فتعطي شخصيات معروفة مصائر مختلفة عن الواقع التاريخي بحسب ما تقتضيه الحاجة الفنية. يؤكّد المؤلّف المجهول أنّ كلّ اختلاف أو عدم شبه بين الرواية والواقع هو أمر غير مقصود».
قصة الرواية
[عدل]تستهل الرواية بالحديث عن الهجوم الذي وقع فجراً. كان صدام نائماً ببدلة كاكية مثقلة بالنياشين وبحذاء عسكري مع مسدس في حزام جلد يزنر وسطه، في مقر محصن تحت ملعب لكرة القدم يبعد خمسة كيلومترات عن المجمع الرئاسي إذ أقام 12 سنة محاطاً بحرسه الجمهوري منذ أعلن الرئيس أحمد حسن البكر في 16 تموز/ يوليو 1979 على التلفزيون وأمام الأمة جمعاء اعتزاله وتنحيه عن كلّ مناصبه لأسباب صحية. الإنفجارات الأولى أيقظت سكان بغداد وأطلقت صرخات في الأحياء السكنية وهتافات تكبير مذعورة، لكنها لم توقظ صدام النائم في ملجأ نووي تحت الأرض.
يحمل المؤلف القارئ في رحلة للتعرّف على شخصية صدام ويبدأ بالحديث عن مرحلة الطفولة في ذلك الزمن البعيد، حين أعادوه من تكريت، إلى بيت أمه صبحة في قرية شويش، بعدما زج الإنجليز خاله في السجن، لم يكن صدام بلغ الخامسة بعد، طوال شهور اعتاد أن يسأل أمه عن خاله خيرالله: أين هو؟ طوال شهور ظل جوابها واحدًا: في السجن.
أبناء القرية كانوا يطاردونه في الأزقة ويرمونه بالحجارة، كان بلا أب، خلال غيابه في تكريت اقترنت أمه الأرملة بعمه حسن إبراهيم، وبرجوعه إلى القرية، وجد صدام نفسه هدفاً لضربات هذ العم الغريب الطباع واكتشف أنّ الناس ينادون عمه: حسن الكذّاب. وحين أراد صدام معرفة السبب وراء هذا اللقب ذاق طعم عصاً ملبسة بالزفت الصلب وكانت أوّل علقة ساخنة في حياته.
عمه حسن إبراهيم، الفالح الفقير الذي لا يملك أرضاّ، كان يجرع خمرة التمر ويتسلى بضربه، أثناء دراسة الحقوق في جامعة القاهرة، تذكّر صدام تلك السرقات الصغيرة الّتي أمره عمّه بتنفيذها، يسرق تمرًا أو تبغًا، وأن يفرَّ راكضًا بين الغنم إلى أطلال الحجر عند طرف القرية، تلك الأطلال الّتي تذكّر بالقلعة على الهضبة المطلة على تكريت، كان يرى القلعة من نافذة بيت خاله خيرالله طلفاح المجاور للمسالخ، من النافذة ذاتها، كان يتفرج على صناع الأطواف المنفوخة يخيطون جلود الحيوانات بأبر ساخنة ويبردون أصابعهم في حوض الماء في شويش حيث عاش في هذه القرية من العام 1941 وحتّى خروجه الثاني من تكريت، خمس سنوات وشمت روحه ببصمة لا تزول.
يفرّ من عصا عمه الملبسة بالزفت، فيصطدم بالأولاد هناك، عثر وراء مخزن مهجور على قضيب من الحديد فخبأه في ثوبه، ثم خاف أنْ يعثر عمه على القضيب فرماه في بورة وراء حظيرة مثقوبة السقف أمام بئر جافة، اعتاد أن يرى قربها جلود ثعابين شققتها الشمس، كل شيء في هذه القرية بدا قديمًا ومهجورًا. في حقول الشوك كان يجلس وحدة ويلاعب العقارب بعود خيزران طويل، راقب العقارب تتقاتل، ورأي صفوف نمل تنقل عقربًا ميتًا إلى ثقب في التراب، ثمّ تقطعه قطعًا صغيرة، وتحمله على أعماق الأرض، كان يفصل بين العقارب بطرف العود. كان يمشي في حقول الشوك ساعات، ورأى ثعبانا يلتهم طيرًا أحمر الريش، هب هواء ساخن ورأى بيت أمه يلوح من بعيد، قرب الأشجار اليابسة السوداء، بينما يبتعد عن حقول الشوك اليابسة، كان ينتابه إحساس بأنه ترك قطعا في جسمه وراء ظهره، يكره هذا الكوخ المبني من قش ووحل وخشب، يظل يمشي إليه، لا يجد مكانًا آخر يمشي إليه، كلما تعب من شروده في الحقول اليابسة، كلما اقترب الظلام وتعالى عواء الحيوانات، هذا الكوخ الّذي بلا نوافذ، رائحته تبن ووحل، وفي الليل يتحول إلى قبر.
طوال سنة، ظلّ يتلقى جلدًا مبرحًا من فتى يكبره بأعوام، كان الفتى المعتم الوجه ينتظره في الظلام قرب بيت أمّه، يكون صدام عائدًا من شروده النهاري في الحقول والبرية والليل يهبط، حين يظهر له ذلك الشبح وراء شجرة أو جدار متداعٍ، يقفز الشبح صارخًا، فوق رأسه سلك حديد يقص الفضاء، يركض صدام هاربًا والسلك يسقط كنار صلبة على ساقيه وخصره وعنقه، لم يخبر أحدًا، حين قسى جسمه قليلا، انتظر ليلة كاملة الظلمة كثيفة الغيوم، وأخرج قضيب الحديد القديم من البورة قرب الحظيرة المهدمة، رجع إلى الكوخ من الجهة الأخرى، تسلل من وراء أشجار مكسورة وحيطان قصيرة، رأى الشبح الذي يكبره ببضعة أعوام طويلاً عريضًا كماردٍ يلتصق بشجرة تين، ارتجفت ذراعه، القضيب كان ثقيلاً في يده، الشبح كان يدندن ونظراته معلّقة بالتلال وحقول الشوك، اقترب صدام بلا صوت، رفع القضيب وهوى به، الضربة الأولى أصابت الظهر والكتف، سقط الفتى أرضًا، أستمرّ يضربه بالقضيب الحديد حتّى احترقت يده واكتوى جلد أصابعه وامتزج صراخ الفتى بعواء الذئاب والضباع في البرية، بعد ذلك توقف الأولاد عن مطاردة صدام.
هكذا بدأ صدام الطفل رسم شخصيته بنفسه، وكانت النتيجة مؤثرة، اتبعها بفراره من بيت أمه ولجأ إلى خاله خيرالله طلفاح، وما دفع صدام إلى هذا القرار، إدراكه الفرق بينه، وهو الأمي، وبين ابن خاله عدنان الّذي يذهب إلى المدرسة، يقرأ ويكتب، لم يكن ذلك شعورا طفوليًا عابرًا بالغيرة، بل كان ملمحًا رئيسيًا لشخصية الطفل وهي تتشكل وسط إحساس عميق بالكراهية للبيئة الّتي يعيش فيها ورغبات حارقة في الإستحواذ على وسائل ومقدمات القوّة لعلّها تساعده في تضميد شعوره العميق بالوحدة.
هذه الملامح الطفولية لصدام، تُشكّل مادة خصبة لكل مدارس التحليل النفسي الحديثة، والروائي لا يريد أنْ يشير إليه مباشرة، لكنه متضمّن في ثنايا التفاصيل والوقائع.[2]
قيل عن هذه الرواية
[عدل]«تختط خطّاً غير مسبوق في الرواية العربية حيث يتجرّأ كاتب وبدوافع إبداعية على الكتابة عن شخصيات إشكالية، وتنحاز إلى بناء الرواية وإلى القارئ حيث تقدم له متعة ملاحقة أحداث تهمّه، قريبة منه، ولكنها تسرقه منها إلى عالم الرواية الفاتن والمغوي».
«تمزج التاريخ بالسيرة الملحمية».
- عبده وازن:[3]
«تؤسّس أدباً روائياً لا عهد لنا به: أدب الدكتاتور العربي».
- د. سليمان العسكري:[3]
«هذه الرواة ينبغي أن تنشر في طبعات شعبية ميسّرة على امتداد العواصم العربية لتكون بين أيدي ملايين العرب وبالأخص الجيل الجديد».
«مكتوبة بجهد وهمّ وولع بالحقيقة وبفن قادر. نسينا أن نذكر أنها واحدة من المرّات الأولى التي نتجرأ فيها على التاريخ في رواياتنا».
«رواية تمنح العقل متعة تذوّق ما فيها من إبداع، غنية بالوصف والصناعة الفنية الراقية تروي الأحداث بأسلوب مشرق ورفيع».
- جورج جحا:[3]
«قدرة أدبية مميّزة».
- محمود الورداني:[3]
«تستحق وبجدارة أن تنضم إلى الأعمال الأدبية الكبرى في تاريخ الإنسانية».
«كتبها ضحية منفي منذ ثلاثين عاماً ويتناول فيها سيرة جلاده، إنها سيرة وسيرة جميلة عن العالم الرهيب لهذا الرجل، وصعوده الغريب والسريع».
انظر أيضًا
[عدل]وصلات خارجية
[عدل]رواية عالم صدام حسين على موقع Goodreads